المدرسة الفيضية في قم المقدسة

وقد أدت خدمات جلى في سبيل الإسلام لا يمكن لأحد أن ينكرها وقد تخرج من مدارسها العديد من أفذاذ العلماء والمفكرين الذين آثروا عالم الفكر والعلم وحملوا مشعل الثقافة والفكر على مدى التاريخ.

ومن هنا يظهر لنا مدة أهمية قم بالنسبة لباقي المدن الإيرانية، خصوصاً وأنها قد ضمت مدارس دينية لها تاريخ طويل في خدمة المسلمين والاسلام. ومن هذه المدارس، المدرسة الفيضية.

المدرسة الفيضية كانت في البداية مدرسة صغيرة ثم وسعت سنة 1223ﻫ، في الجهة الجنوبية منها إيوان يصل المدرسة بحرم المعصومة عليها السلام، وقد بنى هذا الإيوان الشاه طهماسب، وفي كل من الضلع الشمالي والشرقي والغربي إيوان ارتفاعه (5/12) متراً وطوله (9) أمتار وعرضه (6) أمتار. ويقع خلف الإيوان الغربي مسجد طوله (9) أمتار بعرض (6) فوق مكتبه.

المدرسة الفيضية هي من أهم المدارس في حوزة قم العلمية وهي المركز الأساسي لتعليم الفقه في إيران. تقع هذه المدرسة في شمال الصحن العتيق لحرم فاطمة المعصومة ويعزى بناء هذه المدرسة إلى شاه طهماسب وفقا لما ثبت في اللوحة المعلقة على جدار الإيوان الجنوبي.

تخرج من هذه المدرسة الكثير من كبار العلماء الذين حلّوا فيها لطلب العلم والتدريس وقد سكنوا في نفس الوقت في هذه المدرسة. ومن أهم غرف المدرسة غرفة الإمام الخميني رحمه الله الذي استقر فيها أيام قدومه إلى مدينة قم لمواصلة مشواره الدراسي.

كان لهذه المدرسة الدور البارز في انطلاق الثورة الإسلامية ونجاحها، كما وساهمت مساهمة فاعلة في ذلك حيث كانت تقام فيها الاحتجاجات وتلقى الخطب الثورية من على منبرها.

واجهة بوابة هذه المدرسة مصممة على نمط العقد القوطي. طول الصحن الأصلي لهذه المدرسة 50 مترا وعرضه 89 مترا. لها أربعة إيوانات في طابقي المدرسة.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.