طريقة عملية لتطوير النحو العربي والملكة اللغوية عند المترجم

مما لا شك فيه أن مستوى المترجم في اللغة العربية يحدد مستواه ومكانته في عالم الترجمة. وأنا إذْ أتكلم عن اللغة العربية، فإنني أرمى إلى شيء محدد: النحو والصرف. وبعيدًا عن التنظير، إليكم طريقة نافعة للمترجم خاصةً، وللمهتمين في اللغة العربية عامةً ممن لا يريدون التعمق فيها. وهذه الطريقة تعتمد على مفهوم التعلم الذاتي فكلما اجتهدت تحسن مستواك حسب اجتهادك، والمترجم الذي ينشغل بتطوير لغته الأم سيفوق غيره في حسن التعبير وسلامة التراكيب اللغوية.

كتب النحو المناسبة للمترجم

هذه الكتب مرتبة حسب المستوى (مبتدئ، متوسط، متمكن) على النحو التالي:

  • كتاب (شرح الآجرومية) – محمد بن صالح العثيمين
  • كتاب (ملحة الإعراب) ما يتيسر لك من شرح.
  • كتاب (شرح قطر الندى) – عبد الله الفوزان.

منهج المترجم في دراسة هذه الكتب وقراءتها

من يتأمل كتب اللغة يجدها تعج بما لا يقدم للمترجم شيئًا ولا يؤخر. ومما لا يفيد المترجم مباشرة في عمله مثلا (تعريف الكلام، أقسام الكلمة، لماذا مُنعت “أشياء” من الصرف – فيكفيك أن تعلم أنها ممنوعة من الصرف – هل (ما) اسم أم حرف، وهلم جرًا). ولهذا فقد وضعت منهجًا عمليًا مجربًا [هو منهجي في معظم الكتب]:

  • ابدأ بأحد كتب النحو بما يناسب مستواك.
  • اقرأ القاعدة الأولى (أو الدرس الأول) كاملة بما فيها من شرح وأمثلة.
  • اترك كل ما لا ينفع تطبيقًا (مثل: لماذا سمي التنوين تنوينًا، الغريب الشاذ غير المستعمل)
  • اترك الأشياء المعلومة بالضرورة (مثل يقولون: “هؤلاء تكون مبنية على الكسر دائمًا”، فلا يُتصور أن أحدًا سيضمها أو يفتحها)
  • [اختياري] احذف ما تعرفه معرفة تامة ولا تحتاج إليه. ودوّنْ ما لا تعرفه فقط.
  • في مذكرة خاصة: دوّنْ كل ما هو مفيد، أو ما شذ عن القاعدة ويخطئ فيه معظم الناس. وهنا الكتابة اليدوية أفضل وأثبت.
  • مما لا يضر الإكثار منه: كثرة الأمثلة.

كثيرًا ما نترجم عبارة: It is better to stop here إلى “من الأفضل أن تتوقف هنا. أما في كتب النحو فإنهم يستعملون أسلوبًا أفضل – في رأيي على الأقل – فهم يقولون “يحسن بك الوقوف هنا”

خطوة عملية لتثبيت المعلومة

  • اربط ما تعلمته بشيئين اثنين:
  • اكتب جملتين عن نفسك وعن واقعك، وعما تحب وعما تكره.
  • اكتب جملتين وترجمهما إلى الانجليزية. ثم ارجع إليهما لاحقًا وترجمهما إلى العربية دون النظر إلى الجملة الأصل.

ملاحظات ينبغي للمترجم مراعتها أثناء تعلم النحو العربي

  • عليك أن تدرك أن هذه الطريقة قد تستغرق وقتًا طويلًا، لكنها تضمن لك الإلمام بقواعد اللغة كلها، وهذا سيعطيك الثقة والدقة في الترجمة خاصةً، والكتابة عامةً.
  • في بعض الأحيان، ستخرج من بعض الفصول بسطر واحد؛ هو ما تحتاج إليه. وستريح نفسك مما لا فائدة فيه.
  • بعيدًا عن “النحو”، ستعزز هذه الطريقة من مفرداتك وأساليبك اللغوية، إذْ أنّ كتب اللغة تُكتب دائمًا بأساليب رصينة، وفصيحة. ولذلك احرص على أن يكون تدوينك لما تريد كما هو مكتوب بالأساليب ذاتها، حتى يعتاد عقلك وقلمك عليها.
  • في مذكرتك الخاصة: خصص مكانًا لما يعجبك من مفردات أو أساليب لم تكن تستعملها من قبلُ في ترجمتك. مثلا (كثيرًا ما نترجم عبارة: It is better to stop here إلى “من الأفضل أن تتوقف هنا. أما في كتب النحو فإنهم يستعملون أسلوبًا أفضل – في رأيي على الأقل – فهم يقولون “يحسن بك الوقوف هنا”). وهذه الطريقة تعينك في نقل الكلمات والأساليب من وضعها الكامن (passive) إلى النشط (active).
  • سيكون نتاج هذه الطريقة كتابًا مختصرًا يسيرًا، يسهل مراجعته. وسترى أن كتابًا جاء في (200) صفحة أصبح (30) صفحة أو أقل هي خلاصة ما تحتاج إليه دون أن تكلف نفسك عناء البحث في كل مرة. إضافة إلى معرفتك بالمصدر الذي استقيت منه هذا العلم؛ وهكذا 
    • يكون التأصيل.

    وفي الختام قد لا يناسبك كتابٌ اختصره غيرك، فربما ترك ما تحتاج إليه، وأورد ما تستغني عنه. ولا تنسَ أن ما يُقرأ من شرح وتفسير وأمثلة – وإن كانت لا تفيدك تطبيقًا – إلا أنها تُيسّر لك استيعاب ما تقرأه، فتستطيع بذلك اختصار المطول من الكلام مع الفهم الكامل.

     
  •  

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.