شذرات في تربية الأبناء

ومن الأهمية بمكان أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في آن واحد مع مشاعر ولدهما .. ولا يمكن أن تتم التربية دون حب , فكثيراً ما تتعب الأم في تأنيب أبنائها الذين لا يستجيبون لتوجيهاتها أو يستمرون في مشاحناتهم حتى إذا فقدت صبرها ثارت عليهم وتوعدتهم قائلة ( انتظروا حتى يعود أبوكم من عمله فيؤدبكم ) ويعود الأب متعباً من عمله فتثور ثائرته على أبنائه ,وينسى دوره كمرب ومؤدب ومعلم يقول الإمام الغزالي رحمه الله : ( إن أطفالنا جواهر ) ويمكننا أن نضيف إلى ذلك فنقول : ( ولكن كثيراً من الكبار حدادون ) وهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد قبل الأبناء وتفهم خصائص النمو للأبناء في كل مرحلة . وقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( رحم الله امرأ أعان ولده على بره ) ويقول ابن القيم رحمه الله منبهاً إلى أهمية دور الأسرة في التربية : ( وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بهم كباراً ..

كما عاتب أحدهم ولده على العقوق فقال : ( يا أبتِ إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً . وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً ) .

فخذ بيد أولادك إلى الله واغرس في قلوبهم مراقبة الله وتقواه وحب عمل الخير . وعندها فلن تندم كبيراً . عندما ترى ولدك بك باراً, ولمجتمعه وأمته مؤثراً ونافعاً .

وعندئذ ستتذكر أن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة .    والله الموفق .

مدير المرحلة المتوسطة – رواد الازدهار

                                                         عبد المجيد بن محمد العمري

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.