هل دور المعلم تربوي أم تعليمي ؟

لقد اختلفت النظرة عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها المعلم ، فقديماً ، أي ما قبل عصر التربية الحديثة كان ينظر للمعلم على أنه ملّقن وناقل معرفة فقط ، لكن هذا المفهوم تطور في عصر التربية الحديث ، وأصبح ينظر إلى المعلم على أنه معلم ومربٍ في آن واحد.

فالمعلم يعد من أهم الشخصيات التي تؤثر في تربية النشء إن لم يكن أهمها على الإطلاق؛ فالطالب يقضي مع معلميه ما لا يقل عن ست ساعات متصلة يومياً طوال العام الدراسي يكون الطالب فيها في أفضل حالات نشاطه وحيويته، ولقد صدق قول الشاعر حين قال:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

وتعتقد فئة غير قليلة من المعلمين أن دورهم يقتصر على تقديم المادة العلمية فقط للطالب ، متناسين دورهم التربوي الذي لا يقل أهمية عن دورهم التعليمي، ولذا يجب أن يدرك المعلم أن سلوكه محسوب عليه؛ لأنه قدوة للطلاب ، ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الطالب يعتبر المعلم بمنزلة والده داخل المدرسة فهو يراقب سلوكه وتصرفاته وهما مما يتركان أثراً كبيراً على الطالب بعد ذلك

ولذلك أوصى عمرو بن عُتبة معلِّم ولده: ” ليكُن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت.. علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيجروه، روهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلتُ على كفاية منك “..

إن دور المعلم التربوي كل متكامل لا يتجزأ فتصرفاته داخل صفه وحديثه مع طلابه داخل وخارج الصفوف ومشاركاته طلابه خلال يومهم الدراسي ومساعدته لهم في حل مشكلاتهم التعليمية والاجتماعية والنفسية كل ذلك داخل ضمن العملية التربوية.

وختاما

لقد فطن المتخصصون في التربية لذلك فظهر الاتجاه الذي ينادي بأن يتم إشراك المعلم في تنفيذ الخطط العلاجية والنفسية للطلاب.

عبد الحميد أبو الحسن

مدير الإشراف التربوي

مدارس الرواد

مجمع الازدهار

abulhasn@alrowad.net

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.