الشهيد بهشتي

في عام 1367هـ انتقل الشهيد بهشتي إلى قم ليواصل دراسته في حوزتها العلمية حيث تتلمذ على يد المرحوم آية الله البروجردي وعلى يد الإمام القائد الراحل الخميني (قدس). لقد استطاع الشهيد بهشتي إلى جانب دراسته في الحوزة العلمية أن يتابع دراسته الثانوية التي أهلته لدخول كلية الإلهيات في طهران حيث نال شهادة الليسانس ومن ثم الدكتوراه في الفلسفة بتقدير جيد جداً.

في عام 1373هـ. شارك الشهيد بهشتي إلى جانب الإمام الخميني(قدس) في النضال ضد النظام العميل للشاه الخائن، ثم ما لبث أن بدأ بعد سنة من ذلك بنشر طروحاته في مجال الحكومة الإسلامية، الأمر الذي دفع بالنظام الحاكم إلى أن يمارس ضغوطاً على الشهيد اضطرته إلى مغادرة قم إلى أصفهان. وفي عام 1385هـ أوفد آية الله البروجردي الدكتور بهشتي إلى ألمانيا ليتولى مسؤولية التبليغ حيث بقي هناك لمدة خمس سنوات. اجتمع في طريق عودته إلى إيران بالإمام الخميني في العراق.

بعد عودة الشهيد بهشتي إلى طهران قام النظام العميل بمنعه من الذهاب إلى قم بغية إيقاف نشاطه، إلاّ أن الشهيد أوجد عدة مراكز لأعماله التنظيمية. فقد عقد جلسات لتفسير القرآن ما لبثت أن أصبحت فيما بعد مراكز لتجمع الشبان وتنظيمهم. ثم قام في عام 1399هـ مع كل من الشهيد مطهري وحجج الإسلام رفسنجاني، وموسوي أردبيلي ومهدوي كني والشهيد باهنر بتشكيل أول مجلس للثورة في إيران، ما لبثوا أن أعلنوه بصورة رسمية بناء على طلب من الإمام الخميني(قدس).

وبعد انتصار الثورة بقي الدكتور بهشتي عضواً في مجلس الثورة، وانتخب أيضاً عضواً في مجلس الخبراء وتسلم رئاسة مجلس القضاء الأعلى وذلك بتأييد من الإمام الخميني قدس سره.

للشهيد مؤلفات عديدة أهمها:

النظام المصرفي وقوانين الإسلام المالية، الحكومة في الإسلام،  دور الإيمان في حياة الإنسان، صوت الإسلام في أوروبا،  الله في القرآن - وهي رسالته التي نال بها درجة الدكتوراه، الإسلام والأيديولوجيات المعاصرة.

مفهوم الثورة عند الشهيد:

يقول الشهيد بهشتي: «إن الثورة لا يمكنها أن تكون ثورة بالمعنى الحقيقي ما لم تخلق قيماً جديدة تحل محل القيم والمعايير الرجعية السابقة...

فهل أنكم ترون الحياة الدنيا لا قيمة لها؟

وهل أنكم تعتبرون الإنسان الإلهي الذي يعمل في سبيل الله إنساناً أبدياً وأنه يعلو على جميع القيم؟

وهل أن الإنسان الذي استشهد في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) هو الإنسان المتكامل؟.

إذا كنتم تدركون ذلك وترونه أو إذا تغيرت القيم في إدراككم ونظراتكم وقلوبكم فإنكم ثوريون وسيكون النجاح والتوفيق حليفكم.

اغتيال الدكتور بهشتي

لقد كان الشهيد بطبيعة تفكيره واستناجاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية نموذجاً وانعكاساً لنهج الإمام. لقد كان همه كشف المؤامرات والحفاظ على أصالة ونقاء طريق الثورة الإسلامية. لقد كان بوجوده يشكل تهديداً للأعداء يثير الرعب والفزع في نفوسهم سيما مواقفه الدائمة في معارضة الخط المنحرف الذي ظهر في الهيئة الحاكمة أوائل انتصار الثورة. لذلك امتدت يد النفاق والعمالة للغرب لتغتال الشهيد المظلوم والمجاهد بعد سنة واحدة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

ولقد قام أعداء الثورة بإغتيال الصفوة من العلماء المجاهدين الرساليين عندما قاموا بتفجير المكتب المركزي للحزب الجمهوري الإسلامي في 28/6/1981م والذي أدى إلى استشهاد 72 شهيدا على رأسهم هذا العالم الشامخ الذي قال عنه الإمام الراحل (قده): «عاش بهشتي مظلوما ومات مظلوما وكان شوكة في عين أعداء الإسلام».

لم يكن الهدف من اغتيال الشهيد بهشتي القضاء على حياة فرد وإنما القضاء على تفكير يصب في نهج الإمام الخميني.

وخرج محبو الشهيد من مسلمي حزب الله يهتفون في الأزقة والشوارع من الأعماق: «بهشتي يا بطل أنت أمل المستضعفين».

ووعد الإمام الخميني من أن «الشهيد كان وسيبقى شوكة في أعين أعداء الإسلام».

ويذكّر الإمام الخميني أيضاً «إن مظلومية الشهيد بهشتي في حياته أعظم من شهادته» مشيراً بذلك إلى الإهانات الكثيرة والاتهامات السيئة التي كانت توجه إلى الشهيد في حياته والتي لم يكن يقابلها إلا بالصمت والتوكل على الله.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.