«الحوار الثقافي والحضاري العربي الإيراني» يختتم أعماله في بيروت

وبحسب تقرير لوکالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) من بيروت، فإن هذا المؤتمر نظمته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بالتعاون مع کلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ومرکز الحضارة لتنمية الفکر الإسلامي، وشارک فيه نخبة من علماء الدين والسياسيين والباحثين والمفکرين والأکاديميين والإعلاميين، من إيران ولبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن.

وعقدت الجلسة الختامية، برئاسة الأستاذ بلال التل من الأردن وتحت عنوان 'آفاق العلاقات العربية – الإيرانية واقتراحات عملية لتطويرها'. وشارک فيها إضافة الی الدکتور آشنا، رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية الدکتور حميد رضا دهقاني، ومستشار رئيس النواب اللبناني نبيه بري وعضو الهيئة الاستشارية في حرکة أمل زکي جمعة، وعدد من الشخصيات السياسية والدينية والفکرية والمهتمين.

وألقی عميد کلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية الدکتور کميل حبيب مداخلة رأی فيها 'أن نقطة التلاقي الأولی تکون باقتناع کل طرف بضرورة رسم خط المصالح الاستراتيجية بما لا يمس بمصالح الطرف الآخر، بحيث تتحول علاقات الجوار الی علاقات قائمة علی الرعاية المتبادلة وذلک من خلال تجزئة الملفات العالقة ومحاولة معالجتها منفردة. وبما أن إيران حققت انجازات ملحوظة علی صعيد أکثر من ملف في المنطقة فعلیها استثمارها في علاقاتها بالعرب من خلال إطلاق مبادرة ترميم الثقة ووقف أي عمل يراه العرب استفزازياً'.

وأضاف حبيب: 'ربما يبقی لبنان النافذة الأقرب لإيران وبمقدورها أن تلعب دوراً انقاذياً لتحقيق الوفاق اللبناني'. وأمل 'أن يکون لهذا المؤتمر دور المبادر الفعلی في تحريک الرکود الصلب في العلاقات العربية الإيرانية والدفع به نحو السکة الصحيحة، لأن استمرار الواقع علی ما هو علیه قد يتحول الی صراع إقليمي مدمر ينهي الجميع دون أن يخرج أي طرف منه رابحاً'.

وألقی الدکتور عباس إقبالي (من إيران) مداخلة حول 'التفاعل الثقافي بين العرب والفرس' فأشار الی أن الصلات بين العرب والفرس تعود الی أقدم العصور، وقد مهّد اعتناق الفرس للإسلام الأرضية لإزدياد هذا التأثير والتأثر بين الثقافتين.

وعرض إقبالي لدراسة للأمثال والکنايات في الثقافتين الفارسية والعربية، وأجری مقارنة بينهما وخلص الی أن بعض الأمثال العربية ليست إلا ترجمة عن اللغة الفارسية وکذلک الفارسية منها ليست إلا مترجمة عن اللغة العربية، وإن الکثير من الأمثال المستخدمة في الثقافتين لها منجم واحد وهذا الأمر يمثل التجارب المتشابهة لدی الشعبين.

ثم ألقی الباحث الفلسطيني حسين ابو النمل مداخلة علّق فيها علی وجهتي النظر التي سادت المؤتمر، مؤکداً علی أهمية الآراء النقدية للمشکلة العربية الإيرانية.

ورأی أبو النمل 'أننا جميعاً نعيش بأزمة لعل بداية الحل لها تکمن في المنهجية التي نحن علیها'. وقال 'إذا کان هناک من خطر حقيقي فإنه يأتي من الداخل، أي من الأصدقاء الذين طالما قيموا الخطأ صواباً'. ونبّه الی ضرورة حضور المعيارية في کل ما نقول أو نفعل. ونوه بـ'القيمة التي قدمها مستشار الرئيس الإيراني الذي دعا الی الانتقال من حالة النزاع علی المرکز الأقوی الی حالة المنطقة الأقوی'.

وألقی المحلل السياسي في صحيفة «النهار» اللبنانية الموالیة لقوی «14 آذار»، سرکيس نعوم مداخلة استعرض فيها العلاقات العربية - الإيرانية قبل انتصار الثورة الإسلامية وبعد انتصارها، فأشار الی أن العلاقات في العصر الحديث لم تکن جيدة خصوصاً في أيام الشاه بسبب علاقة العرب وإيران مع قطب دولي واحد'.

ورأی أن علاقة إيران والعرب الیوم باستثناء العلاقة الجيدة مع العراق وسوريا لا تبدو بأحسن أحوالها. مشيرًا الی أن إيران استطاعت أن تبنی نفسها وأن تصبح قوةً اقتصادية وعسکرية، رغم الحصار والحروب ورغم الحرب الطويلة التي شنها صدام حسين علیها، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها راعيا دولياً.

وأکد نعوم أن 'لا احد يستطيع أن ينکر أن قضية فلسطين بالنسبة الی إيران قضية أساسية جداً وهي ساعدت حزب الله في مقاومة «إسرائيل» وهذه نقاط إيجابية تسجل لها'.

ورأی نعوم أنه 'من أجل تنقية العلاقات العربية الإيرانية وهي قديمة وستستمر، علی کل من إيران والعرب إجراء مراجعة تقييمية نقدية في الداخل وفي العالم العربي لأن حصيلة کهذه ستکون إيجابية للطرفين'.

ولفت نعوم الی أن 'في إيران نظام ديمقراطي وقد أظهر الولي الفقيه کفاءة نادرة في إدارة الوضع الداخلي ضيعت العالم ولکنه کان واضحاً أنه يسير بإيران نحو الاحتفاظ بالقوة'.

وإذ خلص الی أن المنطقة ومنذ سنتين ذاهبة في اتجاه قيادة إقليمية لا دور للعرب فيها وهي تضم ثلاثة أضلاع: الإيراني والترکي و«الإسرائيلي»، اقترح أن 'تتولي إيران السعي الجدي لضيافة ضلع عربي لمنطقة الشرق الأوسط إضافة الی الأضلاع الثلاث وإشعار السنة في العالم العربي بأنهم جزء من الشرق الأوسط'.

وألقی الدکتور طلال عتريسي (لبنان) مداخلة أشار فيها الی ثلاثة تحديات في هذا الحوار: 'التحدي الأول هو علاقة الثقافة بالسياسية وخضوع الثقافة للسياسة، التحدي الثاني هو الانجذاب في داخل إيران والبلاد العربية نحو الثقافة الغربية، والتحدي الثالث هو تحد مطروح علی إيران لأن إيران لم تقدم صورتها الثقافية الی العالم العربي، وما يعرفه العالم العربي عنها هو صورتها السياسية فقط، لذا يقع علی عاتق إيران التعريف علی الثقافة الإيرانية الغنية جداً خصوصاً بعد الثورة الإسلامية'.

وألقی الدکتور خير الدين حسيب (العراق) مداخلة أکد فيها أن 'القومين العرب لن يتغير موقفهم من إيران وهم يعتبرونها عمقاً استراتيجياً للعرب وصديقًا محتملاً'، وشدد علی 'أن موقف ايران من القضية الفلسطينية هو أفضل من مواقف معظم الدول العربية'، داعياً الی حل المشکلة السياسية بين إيران والدول العربية في الخليج الفارسي بالحوار.

وألقی الدکتور حسن عبدي بور (إيران) کلمة تناول فيها مختلف الروابط الثقافية التي تجمع بين إيران والعرب وسبل تعزيزها، مقدماً اقتراحات عدة لتطويرها.

واختتمت الجلسة بمداخلة للدکتور محمد الطرطوسي الذي أوضح بعض النقاط المتعلقة بالسياسة الإيرانية تجاه الدول العربية ورغبة المسؤولين الإيرانيين بتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

المصدر : الوفاق 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.