الكتابة .. وسيلة سامية تهذب وتطور الحياة

عُرفت الكتابة بأنها: «إعادة ترميز اللغة المنطوقة في شكل خطي على الورق، من خلال أشكال ترتبط ببعضها البعض، وفق نظام معروف اصطلح عليه أصحاب اللغة في وقت ما، بحيث يعد شكلا من هذه الأشكال مقابلا لصوت لغوي يدل عليه، وذلك بغرض نقل أفكار الكاتب وآرائه ومشاعره إلى الآخرين، بوصفهم الطرف الأخر لعملية الاتصال.

مقدمات بديهية عرضتها لمعنى الكتابة، لأهميتها. ومن هنا نثير التساؤلات التالية: هل الكتابة مجرد ترف فكري الغرض منه العرض فقط لغرض الشهرة؟ أم هي منهج فكري منظم ووسيلة أساسية لنقل الافكار والقيم بشتى أنواعها السلبية والايجابية؟

كثرت المواقع والصحف الورقية والالكترونية بشكل سريع بفعل ثورة المعلومات لكن هل يُقرأ كل ما يُكتب ويُقيم جهد الكاتب الذي يبحث عن المعلومات التي تعضد منشوره من خلال المصادر المتوفرة.

الواقع يجيب بشكل واضح أن هناك عزوفا عن القراءة. بدليل عدم الاهتمام بتقيم ما يُكتب، والأخذ بيد الاقلام ودعمها حتى تستمر. نحن بحاجة الى داعمين حقيقيين يؤمنون بمفهوم الكتابة المثلى وتأثير ذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي. وعدم الاعتماد على الاسماء التي لها تاريخ كتابي فقط.

وللإجابة عن التساؤلات، لا بد من تأشير حالة الاحباط التي نراها عند الكتاب لعدم الاكتراث لما ينشرون. وهم ينزفون وجعا. والأغرب هم يتحملون الكاهل المادي لمطبوعاتهم لعدم وجود راع لهم.

الكتابة هم الفرد والمجتمع عندما يحسن الكاتب الوصول لجوهر المعاناة الحقيقية للانسان ككائن قيادي في الحياة. وأيضا الايمان بأن الكتابة غاية ووسيلة سامية تهذب وتطور الحياة.

إذن هي ليست ترفا فكريا إنما هي ذروة الفائدة في أن تبصر ما لاتراه. وهي ليست وسلة للشهرة الفارغة بل هي قيادة وليس انقيادا للواقع من أجل التغير الايجابي الحاسم لكل الجوانب السلبية في واقع كوكبنا.

ولغرض تعميق القراءة والكتابة، لا بد من توفر ما يأتي:

1- رعاية مؤسسات الدولة للكتاب من خلال صندوق خاص لهم فمثلما تضع الحكومات خطة لتوفير الغذاء والدواء والسلاح، لا بد أن تضع أيضا في حساباتها الحاجة الثقافية.

2- على المؤسسات الاعلامية الخاصة ان تضع في أولى اولياتها دعم الكتاب ولا يقتصر ذلك فقط على رموزها. لأننا عندما نفعل ذلك سيزيد من بحث وتقصي الكتاب للكتابة الاجمل والاحسن.

3- تأسيس منتديات ثقافية خارج نطاق الدولة لكنها مدعومة من قبلها الهدف منها تعزيز التبادل الثقافي المحلي والاقليمي والدولي. ويعني ذلك تجاوز المحسوبيات والمنسوبيات التي قتلت الإبداع من خلال الشخصنة والادلجة.

4- وضع قوانين حماية ورعاية المثقفين. ومنها توفير العيش الكريم لهم بدل التسكع والصعلكة.

5- تعزيز مفهوم القراءة في المؤسسات التعليمية ابتداء من الابتدائي وحتى الدراسات الاولية، ووضع درس منهجي يسمى القراءة، ملزم بساعات. وكذلك دعم المكتبات فيها.

من هنا نبدأ تأسيس منظومة ثقافية تكتب وتقرأ.

المصدر: الوفاق

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.