وفد صحفي عربي كبير يلتقي شخصيات ومسؤولين ايرانيين في طهران

الوفاق/خاص/ مختار حداد – الوفد الصحفي الذي يضم مدراء ورؤساء تحرير سبع صحف عربية معروفة ويزور الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ يوم الجمعة بدعوة من صحيفة الوفاق بهدف التواصل الايراني – العربي اعلاميا وثقافيا وسياسيا، عقد خلال زيارته لقاءات مع شخصيات ومسؤولين كبار تناولت العلاقات بين ايران والدول العربية وسبل تجاوز المرحلة الصعبة الراهنة في المنطقة، والأزمات المفروضة عليها من الخارج وسبل معالجتها لصالح شعوب هذه المنطقة ودولها.

وقد التقى وفد رؤساء تحرير الصحف العربية في طهران الاثنين، رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني الذي قال: إن مثل هذه اللقاءات في ظل الظروف الحالية التي يواجهها العالم الاسلامي مهمة للغاية وأن دوركم كوسائل اعلام في العالم الاسلامي مهم جداً في تنوير الافكار.

وفي هذا اللقاء طرح بعض الحاضرين أسئلة على رئيس مجلس الشورى الاسلامي وفي رده على سؤال مؤيد اللامي رئيس تحرير صحيفة الزوراء العراقية حول دخول القوة الجوية الايرانية لمواجهة الارهاب في العراق وسؤال عن العلاقات البرلمانية بين البلدين قال: إن علاقاتنا مع البرلمان العراقي قريبة جداً، وعندما أصبحت هيكلة الدولة ديموقراطية باتت العلاقات أقوى من قبل وقد قام رئيس البرلمان العراقي بزيارة لايران في وقت سابق ولم أرى نقطة ضعف في العلاقات البرلمانية بين البلدين والسبب ان الشعبين قريبين جداً.

وحول الأزمات في المنطقة قال: إن الارهاب هو مشكلة كبيرة في المنطقة وتعاني منه افغانستان، وباكستان، وسوريا، والعراق، وليبيا ومصر، وأن موقف ايران هو دعم الدول في مكافحة الارهاب. مؤكداً: إن ايران تقدم حالياً مساعدات استشارية في العراق وسوريا، والعراق ليس بحاجة الى قوات عسكرية من ايران لأن أبناء العراق بواسل وأقوياء وقدمنا للعراق المساعدة في أي وقت طلب الحكومة ذلك.

وأضاف: إن سبب دخول روسيا في هذه الساحة جاء سبب فشل ما يسمى بالتحالف الغربي.

وفي رده على سؤال من علي قاسم رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية حول دعم روسيا وايران لسوريا في مواجهة الارهاب ودور البرلمانات في هذا المجال قال لاريجاني: لدينا علاقات قوية مع البرلمان السوري، وان الأزمة السورية متعددة الابعاد، ونرى هناك تدخل من عدة دول في الأزمة السورية ونحن منذ البداية قلنا أن حل الأزمة السورية سياسي وليس عسكري.

وأضاف: قبل أربعة أعوام قلنا لبعض دول المنطقة واوروبا في مباحثاتنا بأن حل الأزمة السورية ليس عسكرياً.

وتابع: واليوم يقولون لنا أننا نقبل بالحل السياسي ولكن ذلك اصبح متأخراً لأن الارهابيين قد نموا في سوريا.

وقال: يجب أن يكون هناك تنسيق سياسي لمواجهة الارهاب.

وأكد أن أي حل سياسي يجب ان يكون من داخل سوريا، ولا يمكن السماح للآخرين ان يجلسوا في غرف خارج سوريا ويتخذوا القرار لهذا البلد.

وقال: إن أزمة البحرين لن يتم حلها بالتدخل العسكري وأن الحل هو داخلي.

بدوره سأل احمد السيد نجار رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام عن دور البرلمان الايراني في تقديم مبادرات لحل الخلافات مع الدول العربية، وكذلك موضوع تصاعد الارهاب ودور الدول التي دعمت ايران اقتصادي خلال الحظر ومدى جدية التحالف الغربي في مكافحة الارهاب ومستقبل العلاقات بين ايران ومصر، أجاب رئيس مجلس الشورى الاسلامي قائلاً: ايران قبل 36 عاماً كانت حليفة للكيان الصهيوني وكانت تبيع النفط لاسرائيل وكانت تقف الى جانبها ضد بعض الدول العربية، ولكن الثورة الاسلامية جاءت لدعم الأمة الاسلامية ووقفت الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة واليوم أصبحت ايران الهاجس الاول لاسرائيل، وذلك في ظل تقاعس بعض الدول العربية.

وقال ايران لديها نظرة استراتيجية للأمتين العربية والاسلامية. فاستراتيجينا هي الوحدة وعدم الفرقة، واضاف: هناك دول كبرى تحاول زرع الخلافات بين ايران والدول الاسلامية والعربية، وتحاول اليوم تضخيم موضوع الشيعة والسنة.

وأوضح: في حرب تموز 2006 دعمنا حزب الله وكانت بعض الدول الاسلامية تقول أن دعم ايران لحزب الله لانها شيعية وكانت هذه الدول تزود اسرائيل بالمعلومات، ولكن رأيتم في حرب غزة ان ايران قدمت لحركة حماس الدعم وهي سنية، فقالت هذه الدول انذاك بأن هذه الحرب بين الفرس وغير الفرس.

وأضاف: إن ايران لديها قدرة صاروخية هائلة وهؤلاء يقومون بتخويف الدول الاسلامية من ايران، فهل هاجمت ايران حتى الان أي دولة عربية؟

وتابع: خلال حرب صدام، حرضوا العراق ووقفت الدول العربية ماعدا سوريا وبعض الدول الأخرى الى جانب صدام.

وأضاف: بعد الحرب نحن لم ننتقم من أحد فحتى خلال غزو صدام للكويت نحن دعمنا الكويت وشدّد على ان ايران تشعر بالقلق تجاه الخلافات في العالم الاسلامي، فالخلافات بين الشيعة والسنة هو أمر مفروض من الخارج، ونحن نعرف الذين وشعلوا نار الفتنة بين المسلمين.

وقال: كتابنا واحد، وقبلتنا واحدة ونبينا واحد، وصلاتنا واحدة، وحتى في الاحكام الدينية توجد لدينا اشتراكات كثيرة.

وحول روسيا قال: كان لدينا دوماً علاقات قريبة مع روسيا، كما أن علاقتنا قريبة مع تركيا ودول الجوار، ولدينا 15 مليار دولار تبادل تجاري مع تركيا، مع الامارات كذلك لدينا علاقات تجارية كبيرة. وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: إن ظروف المعادلات الدولية أخذت تتغير.

وتابع: إن مصر دولة مهمة في العالم الاسلامي وبلد له جذور عميقة وله مثقفين كبار ويمكن أن يكون له الدور الفاعل والمهم، وأضاف: نحن ساندنا دوماً لعلاقات وطيدة بين ايران ومصر ونحن نعتبر تقارب هذه الاقطاب المختلفة في المنطقة مهم جداً.

بدوره سأل سيف المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان عن أهمية العلاقات بين ايران وعمان وكذلك الاوضاع المستقبلية في التطورات الأخيرة خاصة بعد دخول روسيا الى ساحة مكافحة الارهاب في سوريا، فاجاب لاريجاني قائلاً: نحن نقدّر ونشيد بدور سلطنة عمان وخاصة دور جلالة السلطان قابوس وعلاقتنا كانت دوماً ودية وقريبة وأن هذه العلاقات ستكون خالدة ومستدامة.

وقال: إن ظروف المنطقة متغيرة ومتحركة وأن القوى الكبرى تبحث عن مصالحها ولكن المهم هو وجود انسجام وتعاون اكبر بين دول المنطقة للسيطرة على الوضع.

وأضاف: علينا أن تقبل أن الأمن والاستقرار في المنطقة هو مسؤولية دولها، موضحاً: وأضاف: عندما دخل داعش للعراق فان أبناء العراق هم الذين استطاعوا انقاذ بلدهم.

وقال: إن مقارعة الارهاب لاينتهى بالقصف الجوي وأن مثل هذه التحالفات التي تدعى دولية ماذا فعلت؟

متابعاً: إن الدور المهم في هذا المجال تلعبه دول المنطقة في مكافحة الارهاب.

 الى ذلك سأل محمد سلامة رئيس تحرير جريدة الديار الاردنية عن ارتدادات الارهاب والعلاقات الايرانية والاردنية، حيث أجاب لاريجاني قائلاً: بالنسبة لموضوع الارهاب أي جهة من الارهابيين عندها ارتباط مع ايران؟ ان جميع الارهابيين معارضين لايران متسآءل.

لاريجاني: هل داعش صديقة لايران ام جبهة النصرة أوطالبان؟ انهم جميعاً اعداء لايران.

وأشار لاريجاني الى ماقالته بي نظير بوتو قبل سنوات، بأن من أسس طالبان هما بريطانيا وامريكا وتم دعمهم بالمال السعودي والاماراتي.

واضاف كما اننا نشاهد ان غالبية قياداتهم هم من حزب البعث المنحل، وأضاف: الان لدى داعش ما قيمته 30 مليار دولار من الاسلحة. فهل هي أنت من كرة المريخ؟

وقال: من الواضح جداً من ذا الذي يدعم داعش ومن هي الدول التي تشتري النفط من داعش.

وقال: نحن نعتبر ان العمليات الارهابية تضر بالعالم الاسلامي وتسبب أزمات أمنية للدول الاسلامية وتسيء للأمة الاسلامية في العالم ونحن نعارض الارهاب بصورة مطلقة.

وقال علاقاتنا مع الاردن عادية وهذا يعود الى الاردن الذي يجب ان يكون أكثر نشاطاً في هذا المجال أبوابنا مفتوحة للاخوة الاردنيين.

وقال: إن موضوع اللاجئين السوريين مهم جداً ولكن هناك اكثر من مليوني لاجيء من دول مختلفة يعيشون في ايران ونحن هنا في خدمتهم.

وبشأن المجموعات الفلسطينية قال: نحن نرحب دوماً بقدوم اخواننا الفلسطيين وندعمهم دوماً. وعلاقتنا واتصالاتنا معهم مستمرة وموجودة.

بدوره سأل ماجد العلي رئيس تحرير جريدة الرأي الكويتية عن الخلافات بين ايران والسعودية وسبل حلها فأجاب لاريجاني قائلاً: خلال فترة حكم الملك عبدالله كانت لدينا علاقات قريبة مع السعودية ولكن الظروف الحالية تغيرت، فبعض الممارسات السعودية وليس بامكاننا دعم العمل الخاطئ.

وأضاف متسائلاً: هو تبرير القصف الجوي المستمر من 8 أشهر ضد اليمن الذي دمر البنى التحتية وقتل النساء والاطفال؟

وأضاف: اليمن بلد ضعيف اقتصادياً ولكن له رجال بواسل وفلماذا تقوم دولة اسلامية بقصف دولة اسلامية أخرى؟

وماهو المبرر بأن تتدخل دولة أخرى في خلاف داخلي عسكريا؟ حيث ان هذا العدوان سبب الحقد والكراهية. كما تساءل: هل يمكن حل مشكلة البحرين بالطرق العسكرية؟

فلماذا ارسلوا الدبابات وواجهوا الناس بالتدخل العسكري؟ ان حل القضية البحرينية هو داخلي بحت وقال: نحن ندعم اخوتنا الفلسطيين لانهم يعيشون في أوضاع صعبة.

بدوره سأل سركيس نعوم من جريدة النهار اللبنانية عن تنفيذ نظام الحزبيين في ايران وكذلك دراسة الاتفاق النووي في المجلس أجاب رئيس مجلس الشورى الاسلامي قائلاً: لا يوجد في ايران حزبين بل هناك 200 حزب في ايران وتوجد أحزاب متنوعة وهم يعملون في مجلس الشورى الاسلامي.

وأضاف لاريجاني: ليس لدى هؤلاء مشكلة في المشاركة في الانتخابات ويمكن لجميع الأحزاب الدخول في الانتخابات وسيتم تعزيز ذلك في المستقبل.

وبشأن الاتفاق النووي قال لاريجاني: هناك نقاش جاد وخلافات كذلك في البرلمان وتوجد لجنة درست الموضوع وقدمت تقرير عن ذلك.

كذلك التقى الوفد الاعلامي العربي، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فيما أقامت المتحدثة باسم الخارجية حفل غداء على شرف أعضاء الوفد.

وفي هذا اللقاء قالت مرضية افخم: إن إحدى أدوات الصداقة والمحبة هي هذه اللقاءات التي تجمع الاصدقاء.

وأضافت: كما إن إحدى محطات تلاقي الشعوب هي الحوار فيما بينها حيث يلعب الاعلام فيه دوراً هاماً.

وذكرت افخم: إن العالم يسير نحو الحوار والابتعاد عن العنف ونحن بحاجة الى مثل هذا الحوار لازالة المشاكل والمخاوف عبره.

وأضافت: نحن نرحب بمثل هذه الزيارات واللقاءات والعلاقات الاعلامية بين الدول الشقيقة في العالم العربي وستكون فاتحة خير.

ووجهت السيدة افخم الشكر للسيد نعيمي لهذه المبادرة الطيبة.

بدوره وجه أعضاء الوفد الشكر لهذه المبادرة التي حققت فرصة للقاء المسؤولين الايرانيين.

وكان الوفد التقى الاحد محمد نهاونديان مدير مكتب رئيس الجمهورية الذي رحب بهم وقال: إن المنطقة تمر حاليا بظروف عصيبة ولا بد من تعزيز الأواصر الثقافية بين دولها.

معربا عن أسفه للخسائر الكبيرة التي تتكبدها المنطقة نتيجة مخططات الاعداء لخلق سوء الفهم بين شعوبها وأكد ان السبيل لمواجهتها هو نقل المعلومات بصورة صحيحة وشفافة لأبنائها. مشددا على ضرورة تمتين علاقات الاخوة الاسلامية لما فيه مصلحة وخير الامة الاسلامية.

وأضاف مستطردا: ان موقف ايران المبدئي يقوم على دعم الحوار الوطني داخل الدول المتأزمة، وقد أعلنت منذ اليوم الاول أنه لاحل عسكرياً للأزمة السورية وانما ويجب حلها عبر حوار سوري – سوري.

وحول الموضوع اليمني , قال نهاونديان: ان موقف ايران بهذا الشأن يركز على حوار يمني – يمني يعتمد الحيادية والأخذ بنظر الاعتبار وجهات نظر جميع فئات الشعب اليمني، مضيفاً: إن التدخل العسكري في اليمن زاد من تعقيد الأزمة.

وتابع: ان الحكومة الايرانية تنشد تعزيز العلاقات مع الدول العربية خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي، وذلك لن يتحقق الا من خلال التقارب السياسي والاجتماعي بين دول المنطقة، ومنع التدخل الاجنبي في شؤونها، مشيراً الى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار مثل آذربايجان وتركمانستان والعراق وافغانستان.

وفي مستهل اللقاء وجه الحاضرون عددا من الاسئلة للدكتور نهاونديان حيث أجاب عليها قائلا: لابد من التمييز بين القضايا الداخلية والارهاب الدولي. فالقضايا الداخلية للدول يجب حلها بالحوار السياسي بين مختلف الفئات اذا كنا نؤمن بالسيادة الوطنية. مضيفا: لكن الارهاب الدولي لايفهم سوى لغة القوة ونوه الى ان ايران ولهذا السبب تتبنى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول مثل اليمن وسوريا والعراق والبحرين في القضايا السياسية.

اما ما يتعلق بالبحرين فان ايران لا تتدخل في شؤونها لأنه شأن داخلي خلاف ما يُرّوجُ عن ذلك، وأضاف: على دول الجوار مساعدة هذه الدول لحل قضاياها من خلال الحوار الداخلي.

وقال: إن موقف ايران من الموضوع السوري يدعو الى حل الأزمة السياسية بحوار سوري – سوري ولكن عندما نرى دخول الارهاب بدعم أجنبي، فان القضية السورية لم تعد داخلية، وعليه فان الدول التي تعاني من هجوم الارهاب هي اولويتنا في مواجهة الارهاب وقال: إن أقوى رسالة لاضعاف الارهاب هو تعزيز الحكومة المركزية وأكبر تعزيز ودعم لها هو دعم الشعب للحكومة المركزية.

وأضاف: لولا دعم ايران القاطع في تقديم الاستشارة للحكومة الديمقراطية في العراق لكان الارهابيون في بغداد.

وقال نهاونديان: ايران دعمت العمليات الديمقراطية في كل مكان وعلى سبيل المثال، في الموضوع الفلسطيني يمكن الاشارة الى اقتراح السيد القائد لاجراء استفتاء عام بحضور كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف: إن موقف ايران مبني على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقال لا يمكن لأحد أن يهدد الناس بالارهاب ومن ثم يتحدث عن الانتخابات الحرة.

وبشأن اللاجئين السوريين، قال: إن ايران تدعم قدر امكانياتها وكما تعلمون هناك بضعة ملايين من اللاجئين الاجانب في ايران وعلينا ان نعالج الجذور التي تدفع بهؤلاء المواطنين الى اللجوء وهي في الواقع ناجمة من الارهاب.

وحول الاجراء العسكري الروسي في سوريا، قال: إن روسيا كانت في سوريا منذ عقود وقد قررت القيام باجراءاتها لمواجهة الارهاب في هذا البلد ولدعم شعبها.

وأضاف نهاونديان: إن ايران وعلى أساس موقفها المبدئي تدعم الدول التي تطلب منها المساعدة لمواجهة الارهاب.

وقال: تواجد ايران في هذه الدول هو استشاري وجاء بطلب من حكوماتها المركزية وهناك فرق بين هذا والتدخل العسكري.

وبشأن الاتفاق النووي قال مدير مكتب رئيس الجمهورية: نحن لم نصل بعد الى تنفيذ الاتفاق النووي ولكن رسالة الاتفاق للعالم دفعت بعشرات الوفود السياسية والاقتصادية الى زيارة ايران، وقد أجرت هذه الوفود حوارات جادة مع القطاع الخاص والمؤسسات الاقتصادية وبعضها انتهت بتوقيع مذكرات تفاهم. وبعد تنفيذ الاتفاق النووي سيصل حجم الاستثمارات في ايران الى مئات المليارات من الدولارات. وسيساعد ذلك في خلق فرص عمل وتعزيز الاستثمارات.

وأضاف: إن الوضع الاقتصادي في ايران تحسن قبل التوقيع على الاتفاق النووي، وذلك بفضل الملحمة السياسية الذي سجلها الشعب في الانتخاب الرئاسية حيث استتب الهدوء والإستقرار الاقتصادي وانخفض معدل التضخم من 40% الى أقل من 15%، وفي مجال النمو خرج الاقتصاد من الركود ووصل معدل النمو الى 3% وقال: سنشهد في الايام القادمة نمواً نتوقع أن يصل الى 8% في الخطة التنموية السادسة.

وقال مدير مكتب رئيس الجمهورية: وفي الموضوع العراقي، عندما اختار الشعب العراقي هذه التركيبة الحكومية، فانه لا يحق لأي أحد أن يتدخل في شؤونه الديمقراطية ولا يمكن ان تأتي دول من وراء البحار للتدخل في شؤون هذه الدول. داعيا دول الجوار الى دعم هذا التفاهم الوطني.

وأضاف: نحن في العراق نكافح الارهاب وندعم الحكومة المركزية وهذا مبدأنا الذي نسير عليه في سوريا ايضا.

وقال: إن مسؤولية جسيمة تقع على عاتق وسائل الاعلام في دول المنطقة، لان إحدى مشاكل المنطقة تعود الى تشويه الحقائق من قبل وسائل اعلام دولية.

ودعا نهاونديان وسائل الاعلام الايرانية والعربية الى أن تلعب دوراً في التقارب الايراني والعربي موضحا ان هذا التعاون الاعلامي يلعب دورا مهما في تحقيق هذا التقارب.

وقال: إن التعاون في الموضوع الاقتصادي هو ربح – ربح وهذا يساعد على تعزيز العلاقات في المجالات الأخرى.

ووصف رفع العقوبات بانه يشكل فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات بين ايران والدول العربية.

كما زار الوفد الاعلامي العربي مؤسسة اطلاعات الصحافية التي تصدر عنها أقدم صحيفة ايرانية، حيث رحب السيد محمود دعائي رئيس المؤسسة في بداية اللقاء بالوفد وتحدث عن معرفته بتاريخ الاعلام العربي.

كما حضر اللقاء عدد من رؤساء تحرير الصحف الايرانية البارزة. وتبادل الحاضرون الآراء في مجال التعاون الاعلامي بين ايران والعالم الاسلامي.

كما التقى وفد النخب الاعلامية العربية مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الدكتور علي اكبر صالحي الذي رحب بالوفد، وقال: نحن نعيش أزمات في المنطقة وتتفاقم يوما بعد آخر بدل ان تزول، وأوضح ان أسباب هذه الأزمات معروفة للجميع.

وقال: عندما كنت في السعودية قبل 7 أعوام كمساعد لأمين عام منظمة التعاون الاسلامي زارني القنصل الروسي وقال: إن لديهم معلومات سرية تفيد بأن الغرب يريد إثارة صراع بين الشيعة والسنة.

وسألني هل يمكن لعلماء الشيعة أن يدخلوا في هذا الصراع، فأجبته أن علماء الشيعة لا يكفّرون من ينطق بشهادة لا اله الا الله بينما التكفيريون يفعلون ذلك.

وقال القنصل الروسي: إن الغرب يريد أن يكون الصراع بين المسلمين بدل أن يكون موجها اليه وأضاف صالحي: إن هناك بين اخواننا الشيعة والسنة أناس عقلاء ومفكرون يسعون الى الحد من هذه الأزمة.

وقال: نشاهد اليوم الانتفاضة الجديدة في الضفة الغربية ويؤسفنا ان نرى الصمت العربي تجاه المجزرة الصهيونية ضد الفلسطينيين في الأقصى. خاصة صمت منظمة التعاون الاسلامي التي تأسست للحفاظ على الأقصى ولكن الأمور تسير عكس مصالح الامة الاسلامية والعربية.

وقال صالحي: إن ما يجري في المنطقة حاليا، مثل الانفجار في انقرة، والذي راح ضحيته العشرات مؤشر على خطورة أوضاع المنطقة.

وأضاف: نحن ندعو الأخوة الى بناء رأي عام يظهر الحقائق من منطلق مسؤولية الاعلام. وأضاف: عندما أصبحت وزيراً للخارجية جاء ذلك متزامناً مع الأزمات في المنطقة والتقيت حينها العديد من نظرائي الغربيين وحذرتهم بأن سورية قريبة من اوروبا والازمة فيها ستؤدي الى نمو وترعرع الارهاب في المنطقة ولكنهم كانوا يشككون ويقولون انكم على خطأ، ولكن اليوم ترون ما يجري.

وأضاف مساعد رئيس الجمهورية: هناك دول وجهات لا تريد الأمن والازدهار والتقدم للمنطقة، والمقاومة هي السبيل لاستعادة حقوقنا. ان الاتفاق النووي جاء نتيجة لمقاومة شعبنا وقد اعترف الغرب والامريكان اليوم بحقوق شعبنا النووية.

وقال صالحي: وبينما تعاني المنطقة من أزمات فان ايران بخير رغم العقوبات، وقد شاهدتم اليوم اطلاق صاروخ ايراني جديد. ونحن متفائلون ايضا بالنسبة لدول المنطقة.

نحن ننشد الاستقرار للمنطقة خاصة لمنطقة الخليج الفارسي ولكن المؤسف فان اجراءات بعض دولها تنعكس سلباً عليهم وتؤدي الى فراغ سياسي في المنطقة.

وقال: حينما كنت وزيراً للخارجية التقت ملك البحرين على هامش قمة المؤتمر الاسلامي في مكة وتحدثا حول أزمة البحرين وأبلغته ان ايران تريد الاستقرار في البحرين وانها على استعداد لمساعدة هذا البلد وهي لا تتدخل في شؤونه وطلب الملك منه زيارة البحرين لكنه أعلن انه يزور البحرين بصورة علنية ووافق الملك على ذلك وعلى لقاء الجميع. ولكن بعد مضي فترة طلب وزير الخارجية البحريني منه زيارة المنامة بشكل سري.

وفي رده على أسئلة أعضاء الوفد أجاب صالحي قائلاً: أنه ليس هناك ملاحق سرية في الملف النووي، بل هناك ملحق واحد وغير سري بشأن ما يكون برنامج ايران النووي بعد 10 أعوام.

واتفقنا أن نقدم تقريرا عن نشاطاتنا للوكالة الدولية ومن ثم لدول (5+1)، وبشأن العقوبات وهي متنوعة، فان العقوبات الاوروبية سترفع نهائيا، وهناك نوعان من العقوبات الامريكية الاول للرئيس وهو الذي سيرفعها نهائياً بينما سيتم تعليق عقوبات الكونغرس وتنتهي العقوبات الامريكية بعد 10 أعوام بشكل نهائي.

وأضاف: ونحن ليس لدينا حظر على أي شركة ونرحب بجميع الشركات حتى لو كانت اميركية.

وتحدث عن وساطة عمان في الاتفاق النووي منذ عام 2013 وقال: إن الامريكان حينها أعلنوا بأنهم سيعترفون بحق ايران في تخصيب اليورانيوم.

وقال صالحي: إن ايران لم تربطها علاقات تجارية مع امريكا منذ البداية ونحن لايهمنا تجارة الامريكان لأنه لدينا علاقات تجارية مع الصين والهند والعديد من الدول.

وحول توزيع الأدوار في ايران بشأن الملف النووي قال ليس هناك من توزيع أدوار وأن هذه الخلافات موجودة في جميع الدول وطبيعية. وأضاف صالحي: إن ايران تؤكد على مبدأ حل المشاكل من خلال المفاوضات الدبلوماسية.

واستطرد: إن المفاوضات نجحت بسبب الحكمة السياسية الايرانية ودعم قائد الثورة ولولا دعمه لما تقدمنا الى الامام فقد سمح سماحته في تلك الايام لنا بالمفاوضات مع الامريكان في الملف النووي.

وقال صالحي:إن الاتهامات بشأن تدخل ايران في قضايا المنطقة أمر غير صحيحة وهي إدعاءات ومجرد إفتراءات ليس الا.

وأوضح؛ ان دعمنا للعراق وسوريا جاء بطلب منهما لمواجهة خطر داعش الارهابي.

وقال صالحي: جميع المسلمين على سنة الله ورسوله والجميع يحبون أهل البيت (ع) ولافرق بين الشيعي والسني وأضاف: الاوروبيون قتلوا في الحروب العالمية 60 مليوناً لكنهم حاليا منضوون في اتحاد اوروبي، فلماذا نحن نعاني من هذه الحالة؟ من أين أتت داعش ومن جاء بها، ان هيلاري كيلنتون اعترفت بأن الامريكان هم أسسوا داعش.

المصدر الوفاق

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.