قائدالثورة: خلاف الشعب الإيراني مع الحكومة الامريكية يمتد الى مؤامرة 1953 وما قبلها

عشية اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استقبل قائد الثورة الإسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الاحد الآلاف من طلبة المدارس والجامعات، وقال: أن أمريكا منذ نوفمبر 1963، عندما قام نظامها العميل في إيران، بنفي إمامنا العزيز (الامام الخميني) حتى نوفمبر 2019، لم تتغير ؛ أمريكا هي هي لم تتخلى عن طبيعتها الوحشية  وممارساتها الدكتاتورية على الصعيد الدولي، وما زالت تتصف بالشر والتهديد للاخرين.

واضاف قائد الثورة الإسلامية: نعم ، أصبحت أمريكا اليوم أضعف مما كانت عليه منذ عام 1963، لكنها أكثر وحشية ووقاحة.

وصرح اية الله الخامنئي : أن أمريكا كانت دائماً معادية للشعب الإيراني، حتى في نظام الطاغوت (النظام الشاهنشاهي البائد) ما قبل الثورة، حيث أطاحت بالحكومة الوطنية في عام 1953، بالطبع، تلك الحكومة كانت مخطئة أيضا بسبب ثقتها بأمريكا.

وقال  سماحته: بعد الثورة، وحتى اليوم، فان السياسات الامريكية تجاه إيران كانت تتمثل جميعها بفرض العقوبات والتهديدات والتصريحات الوقحة وأثارة المشاكل والتدخل.

وأشار آية الله الخامنئي: لقد فعلت أمريكا كل ما في وسعها في السنوات الـ41 الماضية، من العداء ضد الشعب الإيراني المتمثلة بالحظر والتهديد والاساءة واختلاق المشاكل والسعي للتغلغل واضاف، ان اهم رد لنا امام عداء اميركا هو قكع الطريق امام تغلغلها السياسي من جديد.   

إحدى طرق منع النفوذ الأمريكي هي عدم الدخول في المفاوضات

وقال قائد الثورة الإسلامية في جزء آخر من الخطاب: إن إحدى طرق منع النفوذ الأمريكي هي منع المفاوضات، هذا بالطبع ، صعب للغاية بالنسبة لأمريكا، أمريكا المتغطرسة، التي تمن على قادة الدول الاخرى بالجلوس معهم والتحدث اليهم، تصر منذ سنوات على التفاوض مع قادة الجمهورية الإسلامية، والجمهورية الإسلامية تمتنع، هذا يعني أن هناك أمة ودولة في العالم لا تخضع للقوة الديكتاتورية الأمريكية.

واضاف سماحته أن البعض يعتقد أن التفاوض يحل مشاكل البلاد، هذا خطأ كبير؛ إنه خطأ مائة بالمائة.

ونوه قائد الثورة الإسلامية، الى أن الجانب الآخر يرى ان قبول إيران للمفاوضات، بمثابة خضوع الجمهورية الإسلامية ويريد أن يثبت أننا "تمكنا من تركيع إيران" ويريد أن يثبت أن سياسة الضغوط القصوى كانت صائبة ومن ثم لن يقدم أي تنازلات.

وفي إشارة إلى محاولات امريكا العقيمة للقضاء على القوة الدفاعية الصاروخية الإيرانية أو الحد منها، أضاف قائد الثورة الاسلامية : نمتلك اليوم وبفضل الباري تعالى وبجهود شبابنا، صواريخ دقيقة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر يمكنها ضرب أي هدف بخطأ بسيط جدا متر واحد فقط.

وقال سماحته : لو قبلنا بالمفاوضات، لطرح الأمريكيون موضوع الصواريخ ولقالوا، على سبيل المثال، إن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 150 كم كحد أقصى، ولو قبل المسؤولون الايرانيون ذلك، لكان تدميرا لبلدنا، واذا لم يوافقوا فاننا سوف لن نحصل على أي شيء أي العودة الى المربع الأول.

ووصف سماحته المفاوضات الفاشلة لكوبا وكوريا الشمالية مع الولايات المتحدة، بالتجارب التي يمكن الاتعاظ منها، وقال إن المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين كانوا متعاطفين بشكل متبادل، لكن الأميركيين، وفي نهاية المطاف، وبناء على مسارهم في التفاوض، لم يترجعوا ولم يقدموا أي تنازلات .

وفي إشارة إلى إصرار الحكومة الفرنسية على الوساطة، قال قائد الثورة الاسلامية: لقد دعا الرئيس الفرنسي إلى عقد اجتماع مع ترامب الذي يعتبره حلال جميع مشاكل إيران، وهذا يعني أن هذا الشخص إما بسيط للغاية أو متعاون مع أمريكا.

وأضاف سماحته: على الرغم من علمي ان امريكا لن توافق، إلا أنني حاولت للاختبار ولتوضيح الأمر للجميع، قلت إنه على الرغم من الخطأ الذي ارتكبه الأمريكيون بالانسحاب من الاتفاق النووي، فبامكانهم إذا رفعوا جميع العقوبات، المشاركة في اجتماعات مجموعة دول الاتفاق النووي لكنهم رفضوا وكنت اعرف مسبقا .

وقال ان مطالبات وتوقعات امريكا من إيران لانهاية لها موضحا : هم يقولون حاليا لا تنشطوا في المنطقة ولا تساعدوا جبهة المقاومة  ولا تكونوا حاضرين في بعض البلدان  وتوقفوا عن قدراتكم الدفاعية الصاروخية والإنتاجية، وبعد هذه المطالب، سيقولون التخلي عن القوانين والتعاليم الدينية ولا تشددوا على موضوع الحجاب الإسلامي، لذلك فان المطالب الأمريكية لن تنتهي أبدا.

وأشار آية الله الخامنئي، الى أن الأميركيين يسعون إلى إعادة إيران إلى أوضاع ما قبل الثورة، مؤكدا إن الثورة الإسلامية أقوى من هذا الكلام، وأن تصميم الجمهورية الإسلامية وعزمها لن يسمحان لامريكا أبدا بالقيام بذلك، والعودة إلى إيران مرة أخرى.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.