اعلامي سعودي بارز لــ «الحياة» : رفض فيلم "محمد رسول الله" جاء لأسباب سياسية وحُكم عليه لأن مخرجه إيراني !؟

وأكد "داود الشريان" في مقاله بصحيفة "الحياة" تحت عنوان: «أضعف الإيمان (الفيلم الإيراني «محمد رسول الله»)» ، أن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام .
و كان المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، ، رئيس ما يسمى ب، "هيئة كبار العلماء" بالمملكة، قد زعم : إن عرض إيران للفيلم "لا يجوز شرعا" ، واصفا إياه بأنه "عمل فاجر و مجوسي و عدو للإسلام" ، و حذّر من تداوله .
و كتب الشريان في مقاله :
«محمد رسول الله» فيلم للمخرج الإيراني الشهير مجيد مجيدي. يروي الفيلم قصة طفولة النبي محمد ، صلّي الله عليه وسلم قبل الرسالة ، منذ ولادته حتي سن 13 عاماً ، من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول ، والبيئة التي نشأ فيها، وعلاقته بأقرانه وبمن حوله ، و سلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبدالله ، وكيف كان يتعامل مع أبناء جيله صغاراً وكباراً، مع عدم الإشارة إلي أن هذا الصبي القرشي المختلف ، سيصبح نبياً ، يغيّر وجه الدنيا ، وهي فترة ، علي رغم أهميتها ، غير معروفة لمعظم العرب والمسلمين . أحداث الفيلم اعتمدت علي مراجع سنّية أبرزها الطبري ، فضلاً عن مراجع شيعية .
الفيلم عُرِض نهاية آب (أغسطس) الماضي ، في معظم دور العرض السينمائية في إيران ، و سبقه عرض في الافتتاح الرسمي لمهرجان «أفلام العالم» في مونتريال بكندا . لكنه واجه اعتراضات عربية عنيفة ، تشبه تلك التي واجهت فيلم «الرسالة» . حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، علي رغم أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّي الله عليه وسلم ، بالمعني المباشر .
قضية التجسيد إشكالية قديمة ، ومختلَفٌ عليها ، وهي لم تقتصر علي الأنبياء ، وخلال التحضير لفيلم «الرسالة» كادت قضية التجسيد أن تمنع إنتاج العملين . أحمد مصطفي ، الأستاذ في كلية الشريعة والقانون في الأزهر يرى أن «سبب تحريم تجسيد شخصية النبي ، يقع تحت قاعدة سدّ الذرائع» ، لكنه يطرح تساؤلاً مهماً ويقول : «ماذا لو فعل ذلك غير المسلمين» ؟ هذا السؤال لم يدرك علماء الدين في العالم العربي خطورته ، وهو أساس المشكلة معهم، وعوضاً عن التفاهم مع الدراما ، والإيمان بدورها ، والسعي إلي الحوار معها وكسبها ، اختاروا معاداتها وتحريم عملها، ولهذا أصبحوا علي هامش تأثيرها، ولم يبقَ لهم سوي بيانات التنديد .
الفيلم الإيراني لا يُظهِر ملامح النبي الكريم ، ويكتفي بظل جسمه وظهره، ووجه الرسول لم يظهر طوال الفيلم ، فضلاً عن أن صوته لم يُسمع إطلاقاً ، وكان هناك من يتحدث نيابة عنه . بمعني أن المخرج الإيراني طبّق مبدأ المخرج العربي الراحل مصطفى العقاد في فيلم «الرسالة» . لكن بعض المؤسسات الدينية نظر إلي الفيلم من زاوية سياسية ، وحكم عليه لأن مخرجه إيراني ، وعاود تكرار موقفه من فيلم «الرسالة» .
لا شك في أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية في العالم العربي تفكر خارج الزمن، وهي تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة و سماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها . الأكيد أن فيلم «الرسالة» ، وفيلم «محمد رسول الله» ، قدَّمَا الإسلام علي نحو عجز عنه الوعّاظ و الخطباء و كل كتب التاريخ . لكن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام .
المصدر: تسنیم

الكلمات الرئيسية: 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.