شروع ستانفورد 2040 يقلل من أهمية المنجزات العلمية الايرانية؛ والاحصاءات العالمية تكذبه!

كان قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، أشار خلال لقائه مع جمع من الاساتذة واعضاء الهيئات العلمية والباحثين في الجامعات والمراكز العلمية، في الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، الى ان الحركة العلمية والتطور العلمي في الجامعات كانت لافتة وبارزة بما للكلمة من معنى خلال العقود الاخيرة، ولكن هناك جهات موجهة من الخارج ولديها امتدادات في الداخل، تسعى للتقليل من اهمية الحركة  العلمية في البلاد او استصغارها، في محاولة لبث اليأس لدى الشعب وخاصة الشباب.

ولفت سماحته الى ان احد هذه المحاولات تتمثل في مشروع 2040 الذي اطلقته جامعة ستانفورد بشأن ايران، والهدف منه التشكيك بالتطور العلمي والجامعي، ومن المؤسف ان البعض في الداخل وفي حركة مركبة بين الخبث والخيانة، تطبل لهذه المحاولات.

وتساءل سماحة القائد، لو كانت جامعاتنا وباحثونا واساتذتنا سطحيين، إذن من الذي انجز هذا التطور الباهر في تقنية النانو والعلوم النووية وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة والخلايا الجذعية؟

والسؤال الآن، ما هو مشروع 2040 ستانفورد؟ في عام 2016 أطلقت جامعة ستانفورد مشروعا هدفه في الظاهر دراسة واستشراف وضع ايران لغاية عام 2040 في مختلف المجالات. وفي هذا المشروع تقوم هذه الجامعة بتحليل المعطيات الكمية بنظرة مستقبلية في مختلف المجالات الديموغرافية والاقتصادية والطاقة والمياه والزراعة والانظمة المالية، ورغم انها تؤكد عدم تسييسها، ولكن هذا المشروع هو في الحقيقة للتشكيك بالتطور الكمي والنوعي في ايران.

وقد بدأت القصة منذ ان أخذت اخبار التطور العلمي في ايران، وتيرة متصاعدة يوما بعد يوم، وفي ذات الوقت، كان عددا كبيرا من المقالات العلمية المرفوضة، من حصة الولايات المتحدة الاميركية.

وتأتي محاولة التشكيك بالحركة العلمية الايرانية والعلماء الايرانيين، في وقت أن المعلومات المنشورة على المواقع العلمية العالمية، تشير الى أن المكانة العلمية لإيران شهدت وتيرة متنامية خلال السنوات الخمس الاخيرة، حيث يزداد في كل عام، عدد الجامعات الايرانية ضمن قائمة افضل الجامعات العالمية حسب تصنيف تايمز.

ففي عام 2015 كانت فقط جامعتان ايرانيتان ضمن هذه القائمة، وفي 2016 ارتفع هذا العدد الى 8 جامعات، وفي 2017 ارتفع الى 13 جامعة، وفي 2018 الى 18 جامعة، وفي 2019 بلغ عدد الجامعات الايرانية ضمن قائمة تايمز، 29 جامعة، من بين 1258 أفضل جامعة في العالم.

وحسب تصنيف لايدن، فإن 26 جامعة ايرانية حلت في قائمة افضل الجامعات العالمية في عام 2019، وذلك من بين 963 جامعة واكاديمية.

ووفقا لنظام تصنيف سايمغو، قدمت ايران في عام 2017، اكثر من 4388 وثيقة علمية، لتحل في المرتبة الاولى بين دول غرب آسيا. فضلا عن وجود 16 عالما وباحثا ايرانيا من بين اكثر الباحثين في العالم استشهادا في عام 2018، ما يشير الى ازدياد هذا العدد الى اكثر من الضعف مقارنة بعام 2017.

كما تفيد احصاءات انتاج المقالات العلمية، مع الاخذ بعين الاعتبار عدد الجامعات التي قدمت اكثر من 100 مقال في تقنية النانو بين عامي 2015 و2018، بأن ايران حازت المرتبة الاولى بين الدول الاسلامية، تليها تركيا وماليزيا. وأيضا احتلت ايران المرتبة الخامسة عالميا في النمو العلمي، حيث ارتقى مركزها من 19 في عام 2015 الى 16 في 2018، بنشر 53286 وثيقة علمية في موقع WOS (وب اوف ساينس).

وفضلا عن الاحصاءات ومعطيات انظمة التصنيف العالمي، فإن المفكرين الاميركان ايضا يعترفون بالتطور العلمي في ايران، إذ يقول غولن شوايتزر، مدير مكتب تطوير العلوم الاميركية في اوروبا وآسيا، خلال اجتماع المجلس الاطلنطي، ان الارتباط العلمي مع ايران يعتبر فوزا بالنسبة لأميركا، مضيفا: اننا نعلم ان الايرانيين اقوياء من الناحية العلمية؛ ونحن نريد ان يشاركوا سائر العالم بمعارفهم، لكي ننتفع بها.

وفي ذات السياق، يؤكد ريتشارد استون المدير الدولي لمجلة "ساينس" الاميركية، انه رغم الحظر المفروض على المجتمع الايراني، فإن الشريحة العلمية الايرانية أبدت إبداعا ومرونة كبيرة في التغلب على القيود، وان التقدم الاخير في نشر المقالات العلمية في ايران، أبهرني كثيرا.

الكلمات الرئيسية: 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.