(النستعليق).. خطٌ يعكس الذوق الايراني المختلط بالخيال والتعبير

يختص الايرانيون بكتابة هذا الخط الذي يسمونه بـ«عروس الخطوط الاسلامية» لخفته واناقته وخصوصيته الابداعية الظاهرة في حروفه التي تمتاز بالليونة والسهولة والاستدارات التي تخلق نصوصا جميلة وفريدة من نوعها.

واجتهد نخبة من الخطاطين الايرانيين في استخلاص هذا الخط من الخطين العربيين (النسخ والتعليق) في القرن التاسع الهجري حيث نجحوا عبر الدمج والمزاوجة بين هذين الخطين من ابتداع هذا الخط الذي يتناسب والذوق الايراني.

ويقول رئيس رابطة الخطاطين الايرانيين عبد الله ملك بور: «ان تاريخ هذا الخط يعود الى قبل 600 عام عندما قام مجموعة من الفنانين وعلى رأسهم العبقري الخطاط مير علي التبريزي بعملية الدمج والمزاوجة التي اثمرت عن ولادة هذا الخط الذي اصبح جزءا من الهوية الايرانية».

واشار بور الى الاستحسان والإعجاب الذي ناله هذا الخط من قبل الامم والثقافات الأخرى التي تعرفه بـ«الخط الفارسي» مضيفا «ان بعض الخطاطين العرب وغيرهم يبدعون في هذا الخط لكن يبقى السبق والتفوق للخطاطين الإيرانيين دون منافس».

وفي السياق ذاته قال ان «خط النستعليق يمزج جميع الفنون في فن واحد حيث يبرز فيه الرسم والزخرفة والأشكال الهندسية وحتى الموسيقى عبر تضخيم وتصغير الحروف ومدها في الكلمة الواحدة والخفة واللطف في الدوران».

وعدد بور اسماء مجموعة من كبار الخطاطين الايرانيين في مقدمتهم مير علي التبريزي ومير عماد الحسني ومحمد رضا كلهر وميرزا غلام رضا اصفهاني التي مازالت اثارهم الفنية موجودة حتى اليوم في الأبنية التراثية والمساجد القديمة.

كما أشار ملك بور الذي هو احد ابرز الخطاطين المعاصرين في إيران الى إن رابطته التي تعنى بترويج وتعليم هذا النوع من الخطوط الإسلامية تقيم سنويا المئات من المعارض الفنية داخل وخارج البلاد فضلا عن تخريج العشرات من الفنانين والخطاطين الذين يختصون بكتابة هذا الخط.

وأوضح ان «الرابطة مؤسسة مستقلة غير حكومية تأسست عام 1951 بهدف تعليم وترويج الخط الفارسي في الوسط الفني والثقافي والاجتماعي وتنمية المواهب والقدرات وتوفير الأجواء اللازمة لإبراز الإبداعات والمواهب الفردية لدى الهواة وتطويرها»
المصدر: الوفاق

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.