وقال المرجع الديني في مدينة قم المقدسة ، في رسالة وجهها يوم الاثنين بمناسبة ذكرى استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق السادس من ائمة اهل البيت عليهم السلام ، ان الامام اسس مدرسة في النصف الاول من القرن الثاني للهجرة الشريفة والتي لم مسبوقة في الاسلام من قبل وكذلك بعد عصره لم ير مثلها واستطاعت هذه المدرسة الكبرى تنوير الامة الاسلامية جمعاء والعالم بعلوم القرآن الكريم والفقه والكلام والكيمياء وغيرها.
واضاف، ان فقه اتباع مدرسة اهل البيت (ع) والشيعة الذي يتضمن آلاف المواد القانونية والتعليمية كما يشمل خططا عملية واخلاقية اسلامية هو مدين ايضا لبحار علوم الامام الصادق (ع).
واوضح، ان الامام الصادق (ع) استفاد من الظروف والاجواء التي عاشتها البلاد الاسلامية في ذلك العهد واستطاع قيادة نهضة علمية وتأسيس مدرسة تتلمذ فيها اشهر علماء المسلمين واخذوا منه علوم القرآن الكريم والحديث والسنة النبوية الشريفة.
وتابع: ان اللافت هو ان قيادة الامام للنهضة العلمية لم تقتصر على العلوم الاسلامية وانما شملت جميع المعارف كالفلك والنجوم والرياضيات والطب والتشريح وعلم النفس والكيمياء والحيوان والنبات وقد تتلمذ على يديه طلاب اشتهروا بتاليف الكتب والمقالات والرسائل في هذه المعارف حيث عدت من الصفحات الذهبية في تاريخ المسلمين كرسالة توحيد المفضل والرسالة الاهليلجة ومناظرات الامام مع الملحدين وهو مايؤكد ان مدرسة الامام كانت جامعة تضم كليات مختصة في مختلف العلوم نشطت فيها الدروس والابحاث العلمية التخصصية.
ولفت الى ان احد تلامذة الامام الصادق (ع) هو العالم الشهير جابر بن حيان الذي برع ونبغ في عدد من العلوم ومن بين اختراعاته هو القلم الضوئي الذي كان يسمح بالقراءة في الظلام والذي استخدم في تاليف الكتب المهمة والقيمة.
واكد ان هذه المدرسة والجامعة الكبرى اثارت الدهشة والذهول لدى المؤيدين والمعاندين على حد سواء وكانت شاهدا واضحا على صحة احاديث الرسول الاكرم (ص) ووصيته للمسلمين في ضرورة الرجوع لاهل بيته (ع) للفوز بالدرجات العلى في الدنيا والآخرة الا ان السياسات الظالمة انتهجت عكس هذه الوصية وذهبت الى حد بعيد في الاعراض عنهم حتى يشاهد ان شخص مثل البخاري لم ينقل رواية واحدة في كتبه عن هذا الامام العظيم.
المصدر : الوفاق
اکتب تعليق جديد