السيد حسن الخميني: ثورتنا كانت تصدير الفكر لا تصدير البندقية

ايبنا – وقد اقيم ملتقى "الخطاب السياسي للامام الخميني (رض) والعالم المعاصر" يوم الاربعاء الاول من حزيران/يونيو في المكتبة الوطنية بطهران بحضور عدد من الشخصيات المعروفة المنتمية للديانات المختلفة.
وفي معرض تعريفه لعنوان المؤتمر قال ان الاسلام السياسي لا يعني اننا نملك عدة اسلامات بل ان الاسلام السياسي يمكن ان يمثل الخطاب الذي نتبعه مقابل السياسة. اي ان اي فكر سياسي ناخذه من الاسلام في العالم المعاصر وباي فكر سياسي آمن الامام الراحل.
وقال انه لا يجب ان نشك بان الاجيال المقبلة ستذكر هذه الحقبة الزمنية التي نمر بها بانها حقبة مريرة ومؤلمة للعالم الاسلامي رغم ان العالم الاسلامي مر بهكذا تقلبات كثيرة. فهجوم المغول دمر دعائم العالم الاسلامي في الشام وماوراء النهر وبين النهرين لذلك فان العالم الاسلامي مر بعد هجوم المغول بفترة عصيبة لكن لم تكن هناك مواجهات بين المسلمين انفسهم.
واشار حفيد الامام الخميني (رض) الى ان الاسلام يواجه كارثة اليوم في البلدان التي كانت تشكل نواته المركزية اي اليمن وسورية والبحرين، ولهذا فاننا بحاجة الى عرض نوع من الخطاب السياسي النابع من الفكر الاسلامي، الخطاب الذي لا توجد فيه حرب وصراع.
واضاف السيد حسن الخميني انه في ضوء القضايا التي يمر بها الان العالم الاسلامي فانه لا حديث عن مواجهة مع اسرائيل والاخبار تتحدث عن الاقتتال بين المسلمين لذلك فاننا بحاجة الى خطاب يتفق عليه جميع مفكري العالم الاسلامي ليوصل المجتمع الاسلامي الى الاستقرار والوحدة. وبتقديري فان خطاب الامام الذي هو الخطاب السياسي للثورة الاسلامية تتوفر لديه امكانية ان يعتمد من قبل شعوب العالم الاسلامي كخطاب غالب وفكر منقذ.
ورفض في جانب اخر من كلمته التطرف وقال ان التحجر يحدث في مجال الفكر والتطرف في مجال السلوك، فالامام الراحل (رض) لم يسمح في اي مرحلة القيام بالاغتيال كما انه نبذ التيارات التي لجات الى الاغتيال لان تصدير الثورة كان تصدير الفكر لا تصدير البندقية ولهذا السبب فان الثورة الاسلامية تخطت الحدود واثرت على محبي نبي الاسلام (ص).
واشار السيد حسن الخميني الى التعبير الذي استخدمه الامام علي (ع) في رسالته الموجهه الى مالك الاشتر ونرى كيف ان امام الشيعة تحدث بشكل بديع حول حقوق الانسان حيث دعا الامام علي (ع) مالك الاشتر الى التعامل مع الناس بحسن، لذلك فان هدف الخطاب السياسي يجب ان يكون اعلاء المجتمع. واي خطاب يؤدي الى سقوط الاخلاق والانسانية في المجتمع ليس خطابا دينيا، لذلك يجب ان نعرض خطابا في المجتمع يحسن ويطور الجماهير وبعبارة اخرى الا ينطوي على كذب وفساد وتهمة ويتجنب التطرف، وان تكون نتيجة هذا الخطاب هو التعايش السلمي والسلام وان يضفي لبنة اخرى على الصرح الرفيع للمجتمع الاسلامي.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.