الشعر الفارسي .. نغم جميل نال اعجاب الكثيرين

الشعر الایراني یتمتع بشهرة عالمیة‌ وتعتبر ایران احد اكبر مصدري الشعر في العالم. ترجمات الاشعار الفارسیة تقرأ في انحاء العالم والكثیر من الدول یعرفون جیداً‌ هذا الفن الایراني المغمور.

ومنذ زمن طویل الشعر الفارسي یحظی بشعبیة ومعزز بشكل خاص عند اهالي جمیع العالم وبتعبیر افضل فإن الشعراء الفرس خاصة منذ القرن الثاني عشر لحد الان معروفون في كل العالم ونری الیوم ایضاً الرغبة بالشعر الفارسي تزداد اكثر من ذي قبل. والنغم الجمیل الخاص بالشعر الفارسي هو احد اسباب اعتزازه ومحبوبیته عند مختلف القراء وعشاق الشعر.

وبصورة عامة الأدب الفارسي ظهر إلى الوجود في القرن التاسع للمیلاد، وبخاصة في الجزء الشمالي الشرقي من ایران بظهور اللغة الفارسیة الحدیثة. وأقدم الأسماء التي یطالعنا بها هذا الأدب هي أسماء الرودكي الذي یُلقَّب بـ«أبي الشعر الفارسي»، ودقیقي الذي نظم ملحمةً تغنّى فیها بمآثر أبطال الفرس الأسطوریین، والفردوسي صاحب «الشاهنامة» أو «كتاب الملوك»). وبعد هذه الطبقة من الشعراء ظهرت طبقة أخرى لا تقلّ عنها شأناً وأثراً. ومن نجوم هذه الطبقة فرید الدین العطار، وكان شاعراً صوفیاً، وجلال الدین الرومي الذي یُعتبر أعظم شعراء الحب الإلهي عند الفرس، وسعدي الشیرازي صاحب «البستان» و«كلستان» وهو من أكثر الشعراء الفرس شعبیة، وحافظ الشیرازي الذي یُعدّ أعظم شعراء الفرس الغنائیین غیر مُنازَع، وعمر الخیام الذي اشتهر برباعیاته التي ترجمت إلى معظم لغات العالم، ونظامي الذي یُعتبر أعظم الشعراء الرومانتیكیین في الأدب الفارسي. وتراث الفرس الأدبيّ، كما هو واضح، شعريّ في المقام الأول، وأثر الأدب العربي فیه عظیم إلى أبعد الحدود.

الرباعیات المنظومة بالفارسیة

سمیت بالرباعیات المنظومة بالفارسیة على شكل (الدوبیت) والمكونة من أربعة أشطر تنتهي بقافیة واحدة ووزن واحد؛ وهو ما عرف باسم الرباعي الكامل، أما الرباعي الخصيّ (الأعرج) فهو یقوم على وزن واحد مع اختلاف قافیة الشطر الثالث – غالباً-. والوزن هو بحر (الهزج) المؤلف من تكرار تفعیلة (مفاعیلن) ست مرَّات.. وقد استخرج منه الشعراء أربعة وعشرین وزناً.. علماً أن معظم رباعیات الخیّام من الخصیّ. ولذلك سمیت بالرباعیات، وهذا الفن معروف في الشعر الفارسي منذ أواخر القرن الثالث الهجري. وقد نظم علیه شهید البلخي المتوفي (۳۲۵ ه‍ /۹۳۶ م) والرّودكي السمرقندي المتوفي (۳۲۹ ه ‍ /۹۴۰ م) والدقیق الطوسي المتوفي (۳۶۸ ه ‍ /۹۷۸ م).. وأبو سعید ابن أبي الخیر المتوفى (۴۴۰ ه ‍ /۱۰۴۹ م)؛ وغیرهم.

أما أشهر من نظم رباعیات كان عمر الخیام وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن. ویرى البعض أنها لاتنادي إلى التمتع بالحیاة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم والیأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد یكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التي تعرضت لها الرباعیات، بالإضافة إلى الاضافات، بعد أن ضاع أغلبها. ومن جهة أخرى هناك اختلاف على كون الرباعیات تخص عمر الخیام فعلا، فهي قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحیاة الفانیة، إلا أن المتتبع لحیاة الخیام یرى أنه عالم جلیل وذو أخلاق سامیة، لذلك یعتبر بعض المؤرخين أن الرباعیات نسبت خطأ للخیام.

المصدر : الوفاق 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.