قال الامين العام للمجمع العالمي للتقريب: إن العالم الاسلامي اليوم دخل مرحلة احياء الحضارة الاسلامية وعلى جميع الحوزات العلمية والجامعات والمراكز الاكاديمية والنخب الثقافية والفنية ان تكثف من جهودها لتبيين صفات ومقومات الحضارة الاسلامية الحديثة.
وخلال مؤتمره الصحفي، الأربعاء، حول المؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي سيعقد في طهران من 16 الى 18 ربيع الاول 1439 (5 الى 7 ديسمبر 2017) تحت عنوان (الوحدة ومتطلبات بناء الحضارة الاسلامية الحديثة)، أشار الشيخ الاراكي الى ان المنطقة والعالم الاسلامي وبعد انتصار محور المقاومة على آخر فلول المشروع التكفيري الارهابي في العراق وسوريا، دخلت مرحلة جديدة من التعاون والتلاحم بين مختلف مكونات الشعوب الاسلامية وان هذا الانتصار سيعزز من مشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية ووحدة الامة الاسلامية.
وشدد الامين العام لمجمع التقريب ان مثلث الصهيونية والامبريالية والوهابية هو من أثار ويثير الفتن والنزاعات والحروب بين المسلمين في المنطقة وسائر الدول الاسلامية والهدف هو زعزعة ارادة المسلمين واهدار طاقاتهم وقوتهم للحيلولة دون اتحادهم وتكاتفهم لمواجهة مخططات هذا المثلث المشؤوم.
واوضح آية الله الاراكي ان تحقيق الوحدة الاسلامية ليس لصالح العالم الاسلامي فحسب وانما هو لصالح أمن واستقرار العالم اجمع لان القيم الاسلامية تدعو الى المحبة والاخوة والسلام والتعايش السلمي مع مختلف مكونات المجتمع بمختلف توجهاتها الدينية والعرقية والمذهبية.
وبعدها تطرق سماحته ليشرح اهم نشاطات المجمع العالمي للتقريب خلال العام الماضي، مشيرا الى عقد اكثر من 20 مؤتمراً حول الوحدة والتقريب على الصعيد الاقليمي والدولي من اندونيسيا الى ماليزيا وتركيا والعراق ولبنان والبرازيل، لافتا الى ان أهم هذه المؤتمرات هو مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الذي عقد في بيروت حيث اشترك فيه اكثر من 1500 من علماء الدين والمفكرين الاسلاميين الذي يدل على أهمية موضوع التقريب ووحدة المسلمين وان هذا المشروع يأخذ منحى تصاعدياً واهتمام كافة اطياف المسلمين.
وفي هذا السياق اشار الى تـأسيس المنظمات المدنية التقريبية في انحاء العالم الاسلامي وضرورة دعم هذه الجمعيات وكافة المؤسسات المدنية النشطة في هذا المجال لتعزيز وتقوية المشروع الوحدوي في العالم الاسلامي، مشيرا الى الملتقى الذي عقد في طهران مؤخرا حول نشاط هذه الجمعيات وما خرج عنه من قرارات وتوصيات عملية يجب متابعتها.
وللتأكيد على نجاح المشروع التقريبي ونشاط مجمع التقريب قال الشيخ الاراكي: إن الاقبال على جامعة المذاهب الاسلامية في طهران ازداد الى اكثر من 200 بالمائة.
ومن الدلائل التي تثبت ان التوجه العام في العالم الاسلامي وخاصة من قبل النخب العلمائية والفكرية نحو مشروع التقريب قد تضاعف وان المشروع الفتنوي والتفريقي نحو الافول، حسب ما يراه آية الله الاراكي، هو مطالبة كثير من العلماء والمفكرين في الخارج للمشاركة في مؤتمر الوحدة لهذا العام ولكن وبحسب امكاناتنا وطاقاتنا فسيشارك في المؤتمر نحو 220 من الخارج وما يقارب 300 من الداخل.
وقال الشيخ الاراكي: إن من اهداف ايجاد الجماعات المتطرفة والارهابية كالقاعدة وداعش في المنطقة يدخل ضمن مشروع صراع الحضارات والاديان الذي يتبناه الغرب لمحاربة القيم الدينية خاصة الاسلامية وتشويه هذه القيم وتحريفها.
وحول عنوان المؤتمر لهذا العام أي متطلبات بناء الحضارة الاسلامية الحديثة اكد سماحة الامين العام لمجمع التقريب على ضرورة ان تشارك جميع المؤسسات الدينية والاكاديمية والثقافية وحتى الفنية لتبيين صفات وخصائص ومقومات الحضارة الاسلامية الحديثة.
وفي بيان له دعا الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، حكام البحرين للاعتبار من المصير الذي حل بطغاة المنطقة امثال صدام وشاه ايران وسائر الطغاة الذين سقطوا على يد شعوبهم.
وحمّل الشيخ الاراكي في بيانه بمناسبة تدهور صحة آية الله الشيخ عيسى قاسم زعيم المعارضة الشعبية السلمية في البحرين، حمّل الحكومة البحرينية مسؤولية تعرض صحة الشيخ قاسم للخطر.
ونصحها بالاستجابة لمطالبات الشعب البحريني المظلوم ورعاية العدل والكفّ عن هذا التعامل التعسّفي المتعجرف مع قادة هذا الشعب الصامد الأبي.
اکتب تعليق جديد