التقاليد الخاصة باستقبال شهر رمضان المبارك في مختلف أرجاء ايران(1-2)

رمضان شهر المصالحة عند التركمن

في معظم مناطق شمال شرق ايران حيث يقطن فيها التركمن، تقوم النساء والفتيات على شكل مجموعات ووفقاً لتقاليدهم بتنظيف مسجد الحّي، وذلك في آخر جمعة من شهر شعبان المعظم استقبالاً لشهر الصيام.

ويبادر بعض العوائل بإهداء سجادات صلاة من نوع البسط الى مسجد الحّي.

كما أنّ لاستهلال شهر رمضان عادات وتقاليد عند التركمن تبعث على البهجة والسرور.

الليالي الأخيرة لشهر شعبان المعظمة هي موعد التركمن مع السماء، حيث تحدق عيونهم صوب السماء وتحديداً مغربها، عسى ان يحظى برؤية هلال الشهر الكريم. ومن يحالفه الحظ ويستهل شهر الصيام، فيبادر الى قراءة آيات شريفة من سورة البقرة المباركة ويعلن بصوت عال وبفرح وسرور تامّ عن رؤيته لهلال رمضان.

من تلك السنن الحسنة التي يمارسها التركمن قبل شهر رمضان، تنظيم مراسم المصالحة، حيث يبادر شيوخ كل حيّ بدعوة من وقع بينهم الشجار وتدهورت علاقاتهم الى شرب الشاي في أحد البيوت من دون إطلاع الطرفين على الأمر، حيث تجري حينها المصالحة بينهم.

أما مساجد التركمن فتزدحم بالناس طوال شهر رمضان الكريم، ويسودها جوّ معنوي خاص.

آخر جمعة شهر شعبان في شيراز

يمارس أهالي شيراز في آخر جمعة من شهر شعبان مراسم تسّمى «رمي الكتل الترابية» (الغرين). ففي هذا اليوم وحسب تقاليدهم القديمة، يذهب أهالي شيراز الى متنزّهات خارج المدينة على شكل مجموعات، ويقضون هذا اليوم حتى الليل في جملة من النشاطات التي تعود عليهم بالحيوية والبهجة، ذلك لأنّهم إيماناً منهم بأنّ شهر رمضان الكريم هو شهر العبادة والاستغفار والرحمة. هذا وقبل أيام من الشهر الفضيل، تنوي بعض العوائل النذور وتبسط موائد الافطار، كما تقام غالبية مجالس الضيافة على شكل مأدبة الإفطار.

أما العوائل التي دخلت بناتها القفص الذهبي، فتقوم في مطلع شهر رمضان بعد الزواج بإعداد مائدة إفطار متكاملة تدعى «والون»، ومن ثم إرسالها الى منزل العروس مصحوبة بباقة ورد.

وفيما يخصّ مدلولات مراسم رمي الغرين (الكتل الترابية) يقول كبار السّن والشيوخ في محافظة فارس: في مثل هذا اليوم من كل عام، ومنذ قديم الزمن، يقف الناس، كبيرهم وصغيرهم، عند غروب الشمس باتجاه القبلة وهم يحملون بأيديهم كتلة ترابية، مردّدين هذه العبارات: ربّنا تركنا ذنوبنا ومعاصينا الماضية وحطمنا أغلالها وها نحن على استعداد تامّ للعبادة وصيام شهر رمضان؛ ومن ثمّ يرمون الكتل الترابية بقوّة الى الأرض لتتكسّر، ايماناً منهم بأنه مع تكسّر هذه الكتل الترابية، تتبرد سيئاتهم ومعاصيهم قاطبة وتنمحي.

المصدر : الوفاق 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.