قائد الثورة الإسلامية: القضیة الفلسطینية هي الأهم للأمة الاسلامية، ولابد ان تكون عنوانا لوحدتها

برعایة قائد الثورة الإسلامية آیة الله العظمى الإمام السید علي الخامنئي، انطلقت صباح الثلاثاء في طهران، أعمال المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطینية، بمشاركة ممثلين عن 80 دولة على مستوى رؤساء البرلمانات ونوابهم ورؤساء اللجان البرلمانیة، إضافة إلى شخصیات في حركات المقاومة، وذلك لمناقشة التحدیات الدولیة والإقلیمیة التي تواجه القضیة الفلسطینية، والسعي لإنهاء الانقسام داخل الأمة الإسلامیة.
كما القى عدد من رؤساءالبرلمانات ورؤساء الوفود، الثلاثاء، كلمات في اليوم الاول من المؤتمر اشادوا فيها بموقف ايران الداعم للانتفاضة الفلسطينية مؤكدين ضرورة ابقاء جذوة المقاومة من اجل تحرير فلسطين والقدس الشرف.
ولدى وصوله الى قاعة المؤتمر، حیا قائد الثورة ذكرى شهداء الانتفاضة، مؤكّداً «أنّ تاريخ فلسطين زاخر بالمنعطفات والأحداث في ظل احتلالها الدائم وتشريد أبنائها ومقاومتها»، موضحاً أنّه «لم يواجه أي شعب على مر التاريخ ما يواجهه الشعب الفلسطيني».
وفيما يلي نص كلمة سماحته في المؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمين، وصلواته وتحیاته على سید الانام محمد المصطفى (ص)، وآله الطیبین وصحبه المنتجبین.
قال الله الحكیم في كتابه المبین:
«ولا تهنوا وتدعوا الى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن یتركم اعمالكم».
في البدایة أرى لزاماً عليّ ان ارحب بكم جمیعاً أیها الضیوف الأعزة، رؤساء المجالس المحترمین، وقادة الجماعات الفلسطینية على مختلف توجهاتهم، وأصحاب الفكر والوعي والشخصیات البارزة في العالم الاسلامي، وسائر الشخصیات التحرریة، وأن احیي حضوركم في هذا الملتقى القیم.
ان قصة فلسطین المشحونة بالغصص والحزن المؤلم لمظلومیة هذا الشعب الصابر المثابر المقاوم، لتؤلم بحق، أي انسان تائق الى الحریة والحق والعدالة، وتملأ قلبه بالأسى الكبیر، ان تاریخ فلسطین زاخر بالمنعطفات والأحداث في ظل احتلالها الظالم وتشرید الملایین من ابنائها والمقاومة الباسلة التي سطرها هذا الشعب البطل.
وإن بحثاً واعیاً في التاریخ یبین انه لم یواجه شعب من شعوب العالم في أي فترة من فترات التاریخ مثل هذه المحنة والمعاناة والممارسات الظالمة، بأن یتعرض بلد بأكمله للإحتلال بفعل مؤامرة تتجاوز حدود المنطقة، ویشرّد شعب من دیاره وأرضه، لتحلّ محله جماعة أخرى تأتي من مناطق شتى من العالم، مما یشكل تجاهلا لوجود حقیقي مع احلال وجود زائف محله. بید ان هذه تمثل صفحة ملوثة من صفحات التاریخ التي ستطوى كغیرها من الصفحات الملوثة بإذن الله تعالى وعونه، فقد قال تعالى: «ان الباطل كان زهوقاً»، وقال: «ان الارض یرثها عبادي الصالحون».
قام مؤتمركم هذا في ظرف هو من أصعب الظروف العالمية والإقلیمیة. ان منطقتنا التي طالما كانت داعمة لشعب فلسطین في كفاحه ضد مؤامرة عالمیة، تعیش هذه الایام اضطرابات وأزمات متعددة. لقد أدت الازمات التي تعیشها عدة بلدان اسلامیة في المنطقة الى تهمیش موضوع دعم القضیة الفلسطینية والهدف المقدس في تحریر القدس الشریف. ان الإلتفات لنتجیة هذه الأزمات یجعلنا ندرك من هي القوى المستفيدة منها، الذين أوجدوا الكیان الاسرائیلي في هذه المنطقة لیستطیعوا عن طریق فرض صراع طویل الأمد ان یحولوا دون استقرار المنطقة وتقدمها، یقفون الیوم أیضاً وراء الفتن القائمة، الفتن التي أدت الى استنزاف طاقات شعوب المنطقة في نزاعات عبثیة كي تحبط مساعي بعضها البعض، مما یوفر الفرصة لزیادة قوة الكیان الاسرائیلي الغاصب أكثر فأكثر بعدما اصیب الجمیع بالوهن.
كما اننا نشهد مساعي الخیرین والعقلاء والحكماء في الامة الاسلامية الذين یسعون بإخلاص لحل هذه النزاعات. ولكن المؤسف ان مؤامرات الاعداء المعقدة نجحت، من خلال استغلال غفلة بعض الحكومات، في فرض حروب داخلیة على الشعوب، وتحریضها ضد بعضها البعض مما یقلل من تأثیر مساعي هؤلاء الخیرین للأمة الاسلامية.
الشيء الخطیر في هذه الغمرة هو محاولات اضعاف مكانة القضیة الفلسطینية والسعي لإخراجها من دائرة الإهتمامات والاولویة.
على الرغم مما یوجد بین البلدان الاسلامية من خلافات یكون بعضها طبیعیه، وبعضها نتیجة لمؤامرات الاعداء، وبعضها ناجم عن الغفلة، الا ان فلسطین لا زالت تمثل عنوانا من شأنه ان یكون –ویجب ان یكون- محورا لوحدة كل البلدان الاسلامية.
ان من مكتسبات هذا الملتقى الكریم هو طرح ما یمثل الأولویة الاولى للعالم الاسلامي ولطلاب الحریة في العالم، ألا وهو موضوع فلسطین، وتوفير أجواء التعاطف لتحقیق الهدف السامي المتمثل في دعم شعب فلسطین وكفاحه المطالب بالحق والعدالة. یجب ألا تهمل أبداً اهمیة الدعم السیاسي لشعب فلسطین وهذا ما يحض به الیوم من اهمية خاصة في العالم.
ان الشعوب المسلمة والمتحررة – على اختلاف مسالكهم واتجاهاتهم – یستطیعون ان یجتمعوا حول هدف واحد هو فلسطین وضرورة السعي لتحریرها.
بعد ظهور علامات أفول الكیان الاسرائیلي وضعف حلفائه الأصلیین وخصوصاً الولایات المتحدة الامیركیة، یلاحظ ان الاجواء العالمية تتجه شیئاً فشیئاً نحو التصدي لممارسات الكیان الاسرائیلي العدائیة واللاقانونیة واللاانسانیة، ولا شك ان المجتمع العالمي وبلدان المنطقة لم تستطع لحد الآن ان تعمل بمسؤولیاتها تجاه هذه القضیة الانسانیة، فلایزال القمع الوحشي للشعب الفلسطیني مستمراً، وكذلك الكثیر من المظالم الأخرى التي ترتكب ضده من قبیل الاعتقالات الواسعة النطاق وعمليات القتل والنهب، واغتصاب أراضیه وبناء المستوطنات فیها والسعي لتغییر ملامح وهویة مدینة القدس المقدسة والمسجد الاقصى وسائر الاماكن المقدسة الاسلامية والمسیحیة فيها، وسلب الحقوق الاساسية للمواطنین. وهي ممارسات تحظى بدعم شامل من قبل الولایات المتحدة الامیركیة وبعض الحكومات الغربیة، وللأسف لا تواجه بردود فعل عالمیة مناسبة.
ان الشعب الفلسطیني یفتخر بأن مَنّ الله تعالى علیه وحمّله رسالة عظیمة تتمثل في الدفاع عن هذه الارض المقدسة والمسجد الاقصى. ولا سبیل أمام هذا الشعب سوى الحفاظ على مشعل الكفاح وهّاجاً بالإتكال على الله تعالى والاعتماد على قدراته الذاتیة، وهذا ما قام به لحد الآن والحق یقال.
الانتفاضة التي انطلقت الیوم في الاراضي المحتلة للمرة الثالثة أكثر مظلومية من الانتفاضتین السابقتین، لكنها تسیر متألقة ومفعمة بالأمل، وسترون باذن الله ان هذه الانتفاضة ستسجل مرحلة مهمة جداً من تاریخ الكفاح وتفرض هزیمة اخرى على الكیان الغاصب.
ان هذه الغدة السرطانیة نمت منذ البدایة على مراحل الى ان تحولت الى البلاء الحالي، وینبغي ان یكون علاجها أیضاً على مراحل حیث استطاعت عدة انتفاضات ومقاومة متتابعة ومستمرة تحقیق اهداف مرحلیة مهمة جداً، وان تسیر الى الامام مزمجرة نحو تحقیق باقي أهدافها الى حین تحریر كامل تراب فلسطین.
ان الشعب الفلسطیني الكبیر الذي یتحمل بمفرده الاعباء الثقیلة لمواجهة الصهيونیة العالمية وحماتها العتاة، منح الفرصة –صابراً محتسباً، ولكن قویاً صامداً- لكل الادعیاء لیختبروا ادعاءاتهم ویجربوها.
یوم طرحت مشاریع الاستسلام بشكل جاد بحجة الزعم الباطل الذي یدعو الى الموضوعیة وضرورة قبول الحد الادنى من الحقوق للحؤول دون تضییعها، منح الشعب الفلسطیني، وحتى كل التيارات التي كان قد ثبت لدیها مسبقاً عدم صحة هذه الرؤیة، الفرصة لها.
طبعاً أكدت الجمهوریة الاسلامية في ایران منذ البدایة على خطأ هذا النوع من الاسالیب الاستسلامیة ونبهت الى آثارها الضارة وخسائرها الجسیمة.
ان الفرصة التي منحت لمسیرة الاستسلام كان لها آثار مخربة على مسار مقاومة الشعب الفلسطیني وكفاحه، بید ان فائدتها الوحیدة هي اثبات عدم صحة فكرة (الموضوعية) هذه على الصعید العملي. بل ان طریقة ظهور الكیان الاسرائیلي كانت بالشكل الذي لا یمكنه معها ان یكف عن نزعته التوسعیة وقمعه وسحقه لحقوق الفلسطینيین، لان وجوده وهویته رهن بالقضاء التدریجي على هویة فلسطین ووجودها، ذلك ان الوجود غیر الشرعي للكیان الاسرائیلي لا یمكنه الاستمرار الا على انقاض هویة فلسطین ووجودها.
ولهذا فان المحافظة على الهویة الفلسطینية وحمایة كل ملامح وعلامات هذه الهویة الحقیقیة الطبیعیة كان أمراً واجباً وضروریاً وجهاداً مقدساً.
وطالما یبقى عالیاً صامداً اسم فلسطین وذكر فلسطین والمشعل الوضّاء لمقاومة هذا الشعب الشاملة، فلن یمكن لأركان الكیان المحتل ان تثبت أو تتعزز.
الإستسلام لا يقتصر على التنازل عن حق شعب، بل یمنح الشرعية للكیان الغاصب، وان كان هذا بحد ذاته خطأ كبیرا لا یغتفر، انما المشكلة في انه لا یتلاءم اطلاقا مع الظروف الحالية لقضیة فلسطین، ولا یأخذ بنظر الاعتبار النزاعات التوسعیة والقمعیة والجشعة للصهاینة. على ان هذا الشعب اغتنم الفرصة واستطاع اثبات خطأ مزاعم دعاة الاستسلام، وبالتالي فقد حصل على نوع من الإجماع الوطني بخصوص الأسالیب الصحیحة للكفاح من اجل استعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطین.
والآن فان الشعب الفلسطیني قد جرب طوال العقود الثلاثة الماضیة نموذجین متباینین وادرك مدى ملاءمة كل منهما لظروفه. فهناك مقابل مشروع الاستسلام نموذج المقاومة البطولیة المستمرة للانتفاضة المقدسة الذي أتى بمكتسبات عظیمة لهذا الشعب. ولیس من دون سبب ان تقوم جهات مفضوحة الیوم بمهاجمة المقاومة أو إثارة الشكوك حول الانتفاضة، اذ لا یتوقع من العدو غیر هذا، لأنه یعلم علما تاما بصحة هذا الدرب وجدواه.
ولكن نشاهد احیاناً بعض التيارات وحتى البلدان التي تدعّي في الظاهر مواكبة القضیة الفلسطینية ولكنها ترید في الحقیقة حرف المسار الصحیح لهذا الشعب، نشاهدها هي الأخرى تهاجم المقاومة. بذریعة ان المقاومة لم تستطع بعد عقود من عمرها تحقیق تحریر فلسطین، وبناء على ذلك فان هذا الاسلوب بحاجة الى اعادة نظر! وینبغي القول في معرض الرد: صحیح ان المقاومة لم تستطع بعد الوصول الى هدفها الغائي أي تحریر كل فلسطین، بید انها استطاعت ابقاء قضیة فلسطین حیة.
لنتصور انه لو لم تكن هناك مقاومة فما كانت الظروف التي كنا نعیشها الیوم؟ أهم مكتسبات المقاومة ایجاد عقبة اساسیة امام المشاریع الصهيونیة. ولقد تمثل نجاح المقاومة في فرض حرب استنزافية على العدو، بمعنى انها استطاعت إفشال الخطة الاصلیة للكیان الاسرائیلي وهي السیطرة على كل المنطقة.
وفي هذا السیاق ینبغي بحق تكریم مبدأ المقاومة والابطال الذين بادروا الى المقاومة خلال فترات مختلفة ومنذ بدایة تطبیق مسرحیة تأسیس الكیان الاسرائیلي، ومن خلال تقدیم ارواحهم حافظوا على رایة المقاومة عالیة خفاقة، ونقلوها من جیل الى جیل.
ولا یخفى على احد دور المقاومة خلال الفترات التي اعقبت الاحتلال، ومن المتیقن منه انه لا یمكن تجاهل دور المقاومة حتى في الانتصار الذي تحقق في حرب عام 1973 وان كان انتصاراً بسیطاً.
ومنذ عام 1982 ألقیت اعباء المقاومة عملياً على عاتق الشعب في داخل فلسطین، الا ان المقاومة الاسلامية في لبنان –حزب الله- ظهرت هي الأخرى لتكون عوناً للفلسطینیین في دربهم الكفاحي. ولو لم تكن المقاومة قد شلت الكیان الاسرائیلي لشهدنا الیوم تطاوله مرة أخرى على اراضي المنطقة ابتداء من مصر الى الاردن والعراق والخلیج الفارسي وغیر ذلك.
نعم، هذا مكسب مهم جداً، بید انه لیس المكسب الوحید للمقاومة، فتحریر جنوب لبنان وتحریر غزة یعدان هدفين مرحلیین مهمین في سیاق تحریر فلسطین وقد استطاعا تغییر مسار التوسع الجغرافي للكیان الاسرائیلي الى العكس.
منذ بدایات عقد الستینیات هجري شمسي المصادف للثمانینیات من القرن العشرین للمیلاد فصاعدا، لم یعد الكیان الاسرائیلي قادرا على التطاول على ارض جدیدة، ولیس هذا وحسب بل وبدأ تراجعه بالخروج الذلیل من جنوب لبنان، وبخروج آخر من غزة. ولا احد یستطیع انكار الدور الاساسي والحاسم للمقاومة في الانتفاضة الاولى.
وقد كان دور المقاومة في الانتفاضة الثانیة أیضاً اساسیا وبارزا، تلك الانتفاضة التي اجبرت الكیان الاسرائیلي في نهایة الأمر على الخروج من غزة.
كما ان حرب الثلاثة وثلاثین یوما في لبنان، وحرب الاثنین وعشرین یوما، وحرب الثمانیة ایام، وحرب الواحد وخمسین یوما في غزة، كلها صفحات مشرقة في ملف المقاومة تبعث على فخر واعتزاز كل شعوب المنطقة والعالم الاسلامي وكل انسان تائق الى الحریة في ارجاء المعمورة.
في حرب الثلاثة والثلاثین یوماً تم عملياً اغلاق كل طرق امداد الشعب اللبناني والمقاومة البطلة في حزب الله، ولكن بعون من الله وبالاعتماد على الطاقة الهائلة لشعب لبنان المقاوم، تكبد الكیان الاسرائیلي وحامیه الاساسي أعني الولایات المتحدة الامريكية، هزیمة فاضحة بحيث لن یتجرأ بعدها بسهولة على الهجوم على تلك الدیار.
وعمليات المقاومة في غزة التي تحولت الان الى حصن منیع، اثبتت عبر عدة حروب متلاحقة ان هذا الكیان لا یستطیع الصمود أمام ارادة شعب. البطل الاصلي في حروب غزة هو الشعب الباسل المقاوم الذي لا یزال یدافع عن هذا الحصن بالاعتماد على قوة الایمان على الرغم من تحمّله الحصار الاقتصادي لعدة سنین.
ومن الجدیر ان نقدّر عالیاً كل جماعات المقاومة الفلسطینية مثل سرایا القدس من حركة الجهاد الاسلامي، وكتائب عز الدین القسام من حماس، وكتائب شهداء الاقصى من فتح، وكتائب أبي علي مصطفى من الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین، التي كان لها جمیعاً دور قیّم في هذه الحروب.
أیها الضیوف الكرام!
ینبغي عدم الغفلة ابداً عن الأخطار الناجمة عن وجود الكیان الاسرائیلي، ویجب ان تتوفر للمقاومة جمیع الامكانيات اللازمة لمواصلة مهامها.
وفي هذا المسار، من واجب كل الشعوب والحكومات في المنطقة وجمیع طلاب الحریة في العالم تأمین الاحتیاجات الاساسية لهذا الشعب المقاوم، فالأرضیة الاساسية للمقاومة هي صمود وثبات الشعب الفلسطیني الذي ربى بنفسه ابناءه الغیارى المقاومین. تأمین احتیاجات شعب فلسطین والمقاومة الفلسطینية واجب مهم وحیوى ینبغي على الجمیع النهوض به.
وفي هذا السیاق یجب عدم الغفلة عن الاحتیاجات الاساسية للمقاومة في الضفة الغربیة التي تتحمل الان العبء الاصلي للانتفاضة المظلومة. وعلى المقاومة الفلسطینية ان تعتبر من ماضیها، وتنتبه الى نقطة مهمة هي ان المقاومة وفلسطین أسمى وأهم من ان تنشغل هذه المقاومة بالخلافات التي تحدث بین البلدان الاسلامية والعربیة، أو بالخلافات الداخلیة للبلدان، أو الخلافات الاثنیة والطائفية.
على الفلسطینيین وخصوصا فصائل المقاومة ان تعرف قدر مكانتها القیمة ولا تنشغل بهذه الخلافات.
من واجب البلدان الاسلامية والعربیة وكل التيارات الاسلامية والوطنية ان تعمل لخدمة القضیة الفلسطینية وأهدافها. فدعم المقاومة واجبنا جمیعا ولیس من حق احد ان یتوقع منهم شيئاً مقابل المساعدات.
نعم، الشرط الوحید للمساعدة هو ان تصب باتجاه تعزیز قدرة الشعب الفلسطیني والمقاومة. وان الالتزام بفكرة الصمود بوجه العدو والمقاومة بكل ابعادها، یضمن استمرار هذه المساعدات.
ان موقفنا تجاه المقاومة موقف مبدئي ولا علاقة له بفصيل معين فأي فصيل يصمد في هذا الدرب نحن نواكبه، وأي فصيل يخرج عن هذا المسار سيبتعد عنا. وأن عمق علاقتنا بفصائل المقاومة الاسلامية لا یرتبط الا بدرجة التزامهم بمبدأ المقاومة.
النقطة الأخرى التي ینبغي الاشارة لها هي الاختلافات بین الجماعات الفلسطینية المتعددة، علماً ان تنوع الاذواق بین المجامیع حالة طبیعیة ویمكن تفهمها، واذا بقیت عند هذه الحدود فقد تؤدي حتى الى التآزر والتكامل واثراء كفاح الشعب الفلسطیني.
بید ان المشكلة تبدأ عندما تتحول هذه الاختلافات الى نزاع و–لا سمح الله- واشتباك، وفي هذه الحالة سوف تحبط التيارات المتنوعة قدرات بعضها البعض وتسیر عملياً في طریق یریده عدوها المشترك.
ان ادارة الخلافات والتباین في التصورات والاذواق فن ینبغي على كل التيارات الاصلیة استخدامه، وان تنظم خططها الكفاحیة المختلفة بحیث لا تضغط الا على العدو، وتؤدی الى تقویة العمل الجهادي.
ان الوحدة الوطنية على اساس الخطة الجهادیة ضرورة وطنية لفلسطین یتوقع من كل التيارات المختلفة السعي لتحقیقها من اجل العمل وفق ارادة كل الشعب الفلسطیني.
ان المقاومة تواجه هذه الایام مؤامرة اخرى تتمثل في مساعي المتلبسین بهيئة الاصدقاء الرامیة الى حرف مسار المقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطیني، لیستفيدوا من ذلك في صفقاتهم السریة مع اعداء الشعب الفلسطیني. والمقاومة أذكى من ان تقع في هذا الفخ، خصوصا وان الشعب الفلسطیني هو القائد الحقیقي للكفاح، والتجارب الماضیة تدل على ان هذا الشعب بوعیه الدقیق للظروف یحول دون مثل هذه الانحرافات، واذا ما سقط –لا سمح الله- تیار من تیارات المقاومة في هذا الفخ فان هذا الشعب قادر، كما كان في الماضي، على اعادة انتاج مستلزماته.
واذا ألقت جماعة رایة المقاومة ارضاً فمن المؤكد ان جماعة اخرى ستظهر من صمیم الشعب الفلسطیني لترفع هذه الرایة عالیاً.
لا ریب في انكم ایها الحضور الكريم سوف تتطرقون في هذا الملتقى لفلسطین فقط، فلسطین التي شهدت في الاعوام الاخیرة للاسف حالات تقصیر في الاهتمام اللازم والضروري بها. ولا مراء في ان الازمات القائمة في مواطن مختلفة من المنطقة وداخل الامة الاسلامية جدیرة بالاهتمام، بید ان الباعث على عقد هذا الاجتماع هو قضیة فلسطین.
ویمكن لهذا الملتقى ان یكون بحد ذاته نموذجاً یقتدى به لیستطیع كل المسلمین وشعوب المنطقة تدریجیاً بالاعتماد على المشتركات فيما بینهم احتواء الخلافات، وان یعملوا -من خلال حل كل تلك الخلافات واحدا واحدا- على تعزیز الامة المحمدیة أكثر فاكثر.
وفي النهایة أرى من الضروري ان أتقدم مرة اخرى بالشكر لكم جمیعاً ایها الضیوف الاجلاء على مشاركتكم القیمة هذه.
كما أشكر رئیس مجلس الشورى الاسلامي المحترم وزملاءه في الدورة العاشرة للمجلس على الجهود التي بذلوها من اجل اقامة هذا المؤتمر. واسأل الله المنان ان یوفقكم جمیعا لخدمة قضیة فلسطین باعتبارها القضیة الاهم في العالم الاسلامي ومحور وحدة كل المسلمین والاحرار في العالم.
سلام الله ورحمته على الارواح الطاهرة لكل شهداء الاسلام، وخصوصا الشهداء العظام الذين قدمتهم المقاومة في مواجهتها للكیان الاسرائیلي، والتحیة كذلك لكل الجنود الصادقین في جبهة المقاومة، ونبعث التحیة أیضاً الى الروح الطاهرة لمؤسس الجمهوریة الاسلامية الذي بذل أكبر الاهتمام بقضیة فلسطین. ونتمنى لكم التوفيق والانتصار.
والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته.
* ناشط حقوقي يحصل على كوفية قائد الثورة
وحصل الناشط الحقوقي العراقي، علي السراي، على كوفية قائد الثورة الاسلامية خلال المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاصة الفلسطينية.
وكان السراي قد ألقي قصيدة شعرية خلال مراسم افتتاح المؤتمر، مدح في ابياتها الامام الخميني (قدس) وقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.
كما اشاد في بعض ابيات قصيدته بانتفاضة الشعب الفلسطيني، ودافع عن مظلومية هذا الشعب وضرورة تقديم الدعم لثورته.
وبعد الكلمة التي القاها قائد الثورة الاسلامية نزل من المنصة لالقاء التحية على المشاركين في المؤتمر وفي تلك الاثناء حصل السراي على كوفية القائد.

 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.