الاجادة التامة لبعض اللغات ضرورية لانجاز البحوث الثقافية الاسلامية

وقال بهراميان ان احد الاكاديميين الذين يعيشون في الغرب ابلغني ذات مرة بان الدراسات الاسلامية والبحوث الاسلامية في الغرب تعد من اصعب الفروع والمجالات الجامعية والبحثية ولها شروطها الخاصة بما في ذلك ان الشخص يجب أن يجيد ست لغات بحيث يكون قادرا على الافادة من المصادر الاصلية. والاهم من كل اللغات هي اللغة العربية التي هي ضرورية لدراسة وبحث تاريخ الاسلام، لان معظم ان لم نقل كل الاعمال الاصلية لتاريخ الاسلام كتبت باللغة العربية.

 وشدد على أهمية قراءة النصوص التاريخية من دون اي حكم مسبق عليها، على سبيل المثال «تاريخ اليعقوبي»، «الاخبار الطوال»، «مروج الذهب»، «التنبيه والاشراف» وغيرها من اعمال. وطبعا لا ترجمتها بل الكتاب الاصلي باللغة الاصلية التي كتب فيها. وحتى ارى انه يجب قراءة بعض كتب الرجال بصورة عادية، لان هذا العمل يساعد القارئ والباحث على التعرف على لغة تلك الحقبة.

 واشار الى الاساتذة والباحثين الرواد بمن فيهم عباس اقبال وبديع الزمان فروزانفر وعباس زرياب وعبد الحسين زرين كوب وقال ان هؤلاء كانوا يتمتعون بمواهب الهية مثل الذكاء الخارق فضلا عن تبحرهم واجادتهم للدراسة والبحث في تاريخ وثقافة الاسلام وكانوا يكتسبون مقدمات ومعلومات واسعة عن الثقافة والحضارة الاسلامية. ونقل مثلا عن الاستاذ زرياب قوله ان مؤرخا وباحثا ما يجب حتى ان يقرأ بين السطور ويكتسب «حسا تاريخيا» لكي يستطيع تكهن الموضوعات غير المكتوبة.

 وتابع ان كتابة التاريخ في هذه الدورة تبدأ مع كتب مثل «انساب الاشراف» و«تاريخ الطبري» ويجد الباحث الفارق بين «تاريخ الطبري» وتاريخ «ابن اثير» وتاريخ «ابن خلدون». وحتى انه مع تغيير وتناقل كلمة واحدة من النصوص التاريخية في هذه الدورة يتغير المعنى. وليست الجملات وحدها بل الكلمات تكتسي اهمية كبيرة لان المؤرخين القدامى كانوا يميلون الى الادلة المختلفة وكانوا يتقيدون بالاختصار قدر الامكان، لذلك فان عمل المؤرخ الثاقب البصر هو كشف واستخراج الموضوعات من بين هذه الكلمات والجملات. وعلى الباحث في التاريخ ان يحول الماضي الى موضوع يمكن فهمه من قبل جمهور زمانه.

 واشار الى ان معظم الكتب التاريخية والادبية المتعلقة بالقرون الاولية زاخرة بالمعلومات القيمة حول الفنون الايرانية بما فيها الموسيقى، معربا عن اعتقاده بانه ان اهتم شخص ما بتعلم العربية ويستفيد من مصادر مثل «الاغاني» لابي الفرج الاصفهاني فانه سيكون قادرا على استخراج تاريخ الموسيقى الايرانية. مشددا على أهمية تعلم اللغة العربية لحفظ الهوية الايرانية.

 واستطرد هذا الباحث يقول ان من الافضل تعلم لغة اجنبية ليتيح ذلك امكانية انجاز بحوث اصيلة لانه حسب رأيه لا يمكن قراءة ترجمة اعمال الفلاسفة وعلماء الاجتماع المتأخرين في العالم مثل فوكو وبناء نظريات «مونتاج» على اساسها، فالافضل ان يتعلم هؤلاء لغة اجنبية بشكل جيد ليتمكنوا من الافادة من اعمال امثال فوكو بصورة مباشرة ومن دون وسيط وان يتعلموا نظرياته وان يتمكنوا بالتالي من استغلال مصادر ومراجع كل حقبة تاريخية.

المصدر : الوفاق 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.