لقاء طلاب ومعلمين عراقيين من 22 دولة بعد 30 عاما من التخرج!!

ولكل منا ذكريات جميلة في المدرسة، أصدقاء ومعلمون يصعب نسيانهم، وقد يتعذر التواصل معهم بعد ذلك، وماذا لو اخبرك أحدهم يوما، انك قادر على لقاء جميع أصدقاء الطفولة، زملاء المدرسة والمعلمين، وذلك بعد ثلاثين عاما.

مجمع الشهيد الصدر في العاصمة الإيرانية طهران، حيث في عام 1980 حصلت مجموعة من الاكاديمين العراقيين على موافقة وزير التربية الايراني لتأسيس مدرسة لابناء المهاجرين العراقيين، ومنذ ذلك الحين  تتلمذ المئات من الطلبة في هذه المدرسة، ليعودوا اليها اليوم بعد ثلاثة عقود.

يقول المهندس رائد المعيري وهو احد الطلاب الخريجين والذي قدم من مدينة اوترخت في هولندا، لقناة العالم الاخبارية: لما شاهدنا تجمعنا يرجع وسنكون مع بعض كالطير المطلق من قفصه الى الحرية، الى الشباب والطفولة والمدرسة والخروج والدخول والمدرسين وقت ايام الدراسة، ولما دخلت الى المدرسة كأن الزمان عاد بي 30 عاما الى الوراء.

لحظات مؤثرة عاشها جميع المشاركين في هذا اللقاء عند دخولهم الى ساحة المجمع، حيث انهمرت دموعهم لتحكي حكايات شوق وتقدير واحترام.

وقال المدير السابق للمدرية السيد صادق الياسري لقناة العالم الاخبارية: كل مدرس وكل من يعمل بالتربية والعليم تصير عنده حالة من السرور والفرح والاعتزاز عندما يرى ان الثمار اينعت، لكن عدا ها، هدفنا نحن من تأسيس هذا المشروع هو ان الطلبة وابناء الهجرة يكونون قريبين الى اهلهم وشعبهم وقضيتهم، فانا فرح ومسرور وشعوري باتجاه استجابتهم لهذه المناسبة، وهو دليل على ان هذه الجذور امتدت.

التحضيرات لهذا اللقاء بدأت منذ عامين، تم فيها التواصل مع خريجي المدرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

المشاركون قدموا من 22 دولة من اوروبا وامريكا واستراليا لحضور الملتقى الاول لخريجي مجمع الشهيد الصدر.

وقال احد المدرسين السابقين في المدرسة الاستاذ قيس الجبوري لقناة العالم الاخبارية: سعيد جدا ان ارى الطبيب والمهندس والصحفي واخر يعمل في البازار، الذي تغير فقط الوجوه، انا كبرت، ووجوه الطلاب ليس فيها تجاعيد لكنهم كبروا، ولكن قلوبهم بقيت عامرة بحب الاسلام والامام الخميني العظيم والشهيد الصدر صاحب اللافتة في هذا المجمع.

وشمل البرنامج فطورا صباحيا وعودة الى الصفوف للحديث عن الذكريات مع الأساتذة.

عدد من الطلاب يشغل اليوم مراكز حكومية متقدمة في العراق، في الوقت الذي اصبح فيه أخرون مهندسين وصحافيين ورجال اعمال بارزين، كما ابدع بعضهم في المجال الرياضي والاقتصادي والفني، اما الاطباء منهم فتبؤو مراكز متقدمة، ليدير احدهم مستوصفات ومستشفيات في  الجمهورية الاسلامية .

وقال مدير مستوصف الشهيد الصدر في طهران المهندس حسين خضير الجادري وهو احد الخريجين من المدرسة لقناة العالم الاخبارية: تعايشنا في ظل المحنة وتولدت لدينا افكار من اجل ان نتكاتف سوية كي نستطيع ان نقف امام الصعاب، ومن هذا المنطلق بدأنا في المشاركة وتعلمنا في هذا المجمع كيف نكون داخل المؤسسات الخيرية، وكيف نفكر بالآخر وكيف نساعد الآخر، وكثير من اصدقاءنا الطلاب جاهدوا وناضلوا  وضحوا بأنفسهم ......
وهنا منعته العبرة من ان يكمل حديثه حول الشهداء، فجاءت الدموع لتكمل  ....

وفي الختام توجه المشاركون لأداء صلاة الجماعة وتناول الغداء، ومن ثم الى زيارة بعض الاساتذة الذين منعهم المرض من حضور اللقاء، و بعدها الى مقبرة شهداء بهشت زهراء لتجديد العهد مع الشهداء بالمضي قدما على دربهم و كلهم امل بتجدد مثل هذه اللقاءات.

هي عودة بالزمن الى 30 سنة مضت، حيث لا احد من طلاب مدرسة الصدر تصور ان يجد نفسه مع زملاء الصف وفي نفس المدرسة في مبادرة نادرة وبعمق انساني جميل، فان يتم استدعاء طلاب صف واحد توزعت بهم سبل الحياة الى لحظة زمن تركوها خلفهم قبل ثلاثين سنة، هي بحق حلم لم يتحقق الا في مدرسة الشهيد الصدر الرائدة.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.