الكتاب الذي يجيب على أسئلة هوية الإسلام

الوفاق - قام مسؤول المرکز الثقافي الإیراني بمدینة «مومباي» الهندیة، «مهدي زارع بي عیب»، بدراسة وتحليل کتاب «ما الإسلام» بقلم المفکر «شهاب أحمد» المنحدر من أصل باکستاني.

وقال مسؤول المركز الثقافي الايراني في تحليله: «شهاب أحمد هو مفکر مسلم باکستاني ـ أمیرکي ولد عام 1966م وتوفي 2015م. کان أحمد أحد الباحثین في حقل الإسلام بجامعة «هارفارد» الأمیرکیة وعمل مدرساً بجامعتي «برينستون»، و«برون».

وأضاف: «ألف أحمد کتاب (ما الإسلام) إلا أنه تمّ إصدار هذا الكتاب بعد وفاته. حيث یسعى المؤلف في کتابه دراسة دین الإسلام من وجهة نظر الصوفیة، وعبر مراجعة النصوص التاریخیة المتعلقة بالفترة بین حیاة الفیلسوف إبن سینا حتی عصر الموسیقار الباکستاني والمغني للقوالي - وهي موسیقی تعبدیة خاصة بالمتصوفة - نصرت فاتح علي خان».

وأشار مسؤول المرکز الثقافي الإیراني في مومباي إلی أن بعض الناس ینظرون إلی الإسلام بنظرة مشکوکة فیها وبعیدة عن الإهتمام بالمبادئ مما قد أدّی إلی أن یتبنوا موقفاً ظالماً من المسلمین، معتبراً أن «أحمد یحاول في کتابه الإجابة علی الأسئلة المطروحة حول الهویة الإسلامیة، وذلك بأسلوب بارع لا یجلب تناقضات وشبهات یرحب بها العدید من أعداء الإسلام».

الجدیر بالذکر أن کتاب «ما الإسلام» قد کتب باللغة الإنجلیزیة في 609 صفحة، وتم إصداره لأول مرة في أمیرکا من قبل جامعة «برینستون»، وذلك بعد وفاة المؤلف عام 2015.

وعاش أحمد حياة حافلة عريضة وثرية، بدأت من أقصى الشرق وانتهت في أقصى الغرب. ولد في سنغافورة في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1966 لأبوين باكستانيين مهاجرين. ثمّ نشأ وترعرع في ماليزيا، ولكن أبويه فضّلا أن يدرس في مدرسة داخلية بريطانية، فسافر إلى بريطانيا حيث حصّل تعليمه المدرسي. وحين عاد إلى ماليزيا، حصل على شهادة في القانون من الجامعة الإسلامية العالمية.

وخلال سنوات تعليمه المبكّر، استطاع شهاب أن يتقن الأوردو، والألمانية والفرنسية إلى جانب الإنكليزية. أحب أن يدرس العربية ليعمق دراسته للإسلام، فسافر إلى القاهرة، حيث التحق بالجامعة الأميركية، ليحصل على شهادة الماجستير في الدراسات العربية عام 1991. استكمل دراسته العليا في جامعة برينستون، حيث حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1999. وبعد الدكتوراه، تقلّد شهاب مناصب تدريسية رفيعة.

واستقبلت الأوساط العلمية الغربية الكتاب الذي صدر العام الماضي بحفاوة بالغة، إذ إنه الأول من نوعه بجسارته وأصالته البالغة، حيث أعاد تعريف وتصور «الإسلام» ذاته. كتبت عنه دار نشر جامعة برينستون أنه العمل الذي أجاب عن سؤال: كيف نفهم الإسلام؟ هل يوجد إسلام واحد، أم إسلامات متعددة؟ ما «الإسلامي» في الفلسفة الإسلامية، أو الفن الإسلامي؛ هل يجب أن نفرق بين «الإسلامي» الدال على دين، و«الإسلامي» الدال على ثقافة؟ أم هل يجب أن نتخلّى عن استخدام مصطلح «الإسلام» بوصفه مصطلحاً تحليلياً؟

كما يتحدّى أحمد المقولة السائدة والمنتشرة بأن صفة «الإسلامية» تتبدّى أكثر في مجالات الفقه والعلوم الإسلامية المتمحورة حول القرآن، ويطرح طرحاً مغايراً لهذا التصور السائد. كما يتضمن العمل فهماً جديداً للتكوين التاريخي للفقه الإسلامي، وعلاقته بالأخلاق والنظرية السياسية.

ينقسم العمل إلى ثلاثة أقسام رئيسة: القسم الأول؛ التساؤلات، والذي فصّل فيه ستة أسئلة تنبع من التساؤل الأساسي، ما الإسلام؟ القسم الثاني، التصورات، والذي احتوى ثلاثة فصول ناقشت العديد من التصورات السائدة عن الإسلام والقانون، الدين والحضارة، الدين والثقافة، الديني والعلماني، المقدس والمدنّس. أمّا القسم الثالث، فجاء تحت عنوان «إعادة بناء التصورات» واحتوى فصلين، ناقش فيهما إعادة بناء التصورات الخاصّة بالنص وما قبل النص، والسياق، والخاص والعام، والشكل والمعنى.

 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.