عن كتاب تنظيمات المناهج وتخطيطها وتطويرها

   الحمد لله الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى , وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اهتدى .. وبعد ،  فيتناول هذا الكتاب قضايا تربوية في غاية الأهمية ، تتعلق بمجال تنظيمات المناهج وتخطيطها وتطويرها بأسلوب جديد , وذلك نتيجة تدريس تلك الموضوعات لسنوات طويلة جداً من جانب مؤلفي هذا الكتاب المرجع ، وبعد إلقاء محاضرات كثيرة العدد حولها ، في برامج تطويرية ، ودورات تربوية تدريبية متنوعة , وندوات تخصصية مختلفة ، في العديد من الأقطار العربية . هذا بالإضافة إلى القراءة السابرة والدقيقة لعشرات الكتب والمراجع والمقالات العربية والأجنبية المتخصصة ، التي تناولت تلك القضايا التربوية ، على المستويين العربي والأجنبي.

 

         وقد صدر هذا الكتاب المرجع تحت عنوان " تنظيمات المناهج وتخطيطها وتطويرها " Curriculum Organizations , Planning and Improvement عن دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع في مدينة عمان ، من تأليف الأستاذ الدكتور جودت أحمد سعادة ، عميد كلية التربية وعميد البحث العلمي السابق في جامعة الشرق الأوسط الأردنية ، والأستاذ الدكتور عبدالله محمد إبراهيم ، وكيل كلية التربية الأسبق في جامعة الإسكندرية المصرية . ويقع هذا الكتاب في (476) صفحة من القطع المتوسط ، ومجلد تجليداً فنياً أنيقاً.

 

         ويستعرض الكتاب التنظيمات المنهجية المختلفة على مستوى العالم , ويقف منها موقف الناقد ، مبيناً ما لها ، وما عليها , وموضحاً منطلقاتها الفكرية ، أو توجهاتها الأيديولوجية . ويتبنى المؤلفان فيه توجهاً يتناسب مع طبيعة تراثنا العريق ، وشخصيتنا العربية والإسلامية الفريدة ، وذلك  عند تنظيم مناهجنا المدرسية والجامعية ، واضعاً في الحسبان أهم التحديات التي تواجه الأمة ، ومبيناً كيفية التعامل معها من خلال تنظيم مناهجها المتنوعة.

 

         ويقع هذا الكتاب ، في سبعة أبواب , وستة عشر فصلا مستقلا . ويتناول الباب الأول منها فصلا واحدا فقط يدور حول عملية تنظيم المنهج Organizing Curriculum Process , من حيث التنظيم الرأسي والتنظيم الأفقي لذلك المنهج ، والمبادئ التي تحكم التنظيم الرأسي للمنهج من وجهة نظر كل من الاتجاهين التقليدي والحديث , مع التركيز في تناوله للاتجاه الحديث على مواقف كبار العلماء والمتخصصين أمثال جانييه Gagne, ومواقف التطويريين عند كل من هافيجرست Havighurst ، وإريكسون Erikson، وكولبرج Kohlberg، وبياجيه Piaget، وبرونر Bruner، وأوزوبلAusubel , ثم تناول أهم تصفيات التتابع الممثلة في التصنيف الخاص بربط المحتوى بالظواهر الاجتماعية والطبيعية ، وذلك من حيث بُعد المكان ، وبُعد الزمان ، وبُعد الخصائص أو الصفات ، وكذلك التصنيف الخاص بمبادئ التتابع عند تدريس المفاهيم , والتصنيف المرتبط بالبحث أو التقصي ، والتصنيف المرتبط بالمنفعة , ثم يتناول هذا الباب مبادئ التنظيم الأفقي لمحتوى المنهج ، موضحاً مفهوم التكامل Integration ومبرراته ، وأشكاله المختلفة ، وأهم المشكلات التي تواجهه ، والمقترحات التي يمكن الأخذ بها من أجل تحقيق تكامل المنهج ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

         كما يتناول هذا الباب أهم المداخل الإدارية في تنظيم المواقف التعليمية ضمن المنهج المدرسي ، متمثلة في مدخل التجميع ، أو توزيع الطلبة في مجموعات , ومدخل ترتيب الجدول المدرسي وتنظيمه ، ومدخل التدريس بالفريق ، وغيرها من المداخل الأخرى , ثم يختتم هذا الباب موضوعاته , بمعالجة قضية المعرفةKnowledge  Issue في المنهج ، وكيفية بنائها وترتيبها ، وفق تصميم الكتل البنائية ، أو التصميم التفريعي , أو التنظيم الحلزوني أو تصميم المهام الخاصة , أو تصميم ما يعرف بنمط العمليات ، مع إبراز مفهومي التركيز المعرفي للمحتوى ، والتوجيه الزمني للمحتوى ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم ، وهو ما دار حوله الفصل الأول من الكتاب.

 

         وركز الباب الثاني من هذا الكتاب ، على أهم التنظيمات المنهجية المتمركزة حول المعرفة Curriculum Organizations Centered Around Knowledge  ، ويمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم خاص بمناهج المعرفة المنفصلة ، المتمثلة في كل من منهج المواد الدراسية المنفصلة ، ومنهج النظم المعرفية ، والمنهج الأكاديمي الحديث , وهذا كله موضع معالجة الفصل الثاني.

أما القسم الثاني من هذا الباب فيتعلق بمناهج المعرفة المتصلة ، المتمثلة في كل من المنهج المترابط ، والمنهج المدمج ، ومنهج المجالات الواسعة ، والمنهج الحلزوني ومنهج الوحدات الدراسية , مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم ، وهو موضع معالجة الفصل الثالث تفصيلاً.

 

         ويهتم الباب الثالث بالتنظيمات المنهجية المتمركزة حول المتعلم Curriculum Organizations Centered Around Learner  متمثلة في منهج النشاط Activity Curriculum  القائم على حاجات المتعلمين وميولهم ، من حيث مفهومه وخصائصه والصورة التطبيقية له ، المتمثل في منهج المشروعات ، وأهم الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية له , مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم ، وكان ذلك موضع معالجة الفصل الرابع من هذا الباب.

 

         أما الفصل الخامس ، فقد عالج منهج الوحدات القائمة على الخبرة ExperienceUnitCurriculum، من حيث خصائص هذا التنظيم ، ونقده ، ولا سيما من حيث توضيح أهم الإيجابيات أو نقاط القوة فيه ، وأهم السلبيات أو جوانب الضعف التي يواجهها . مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

        ويتناول الفصل السادس موضوع المنهج الإنساني HumanisticCurriculum، من حيث أبرز وأهم الاتجاهات الفكرية التي ينطلق منها ، متمثلة في كل من الاتجاه المتكامل ، والاتجاه الروحاني ، والاتجاه الراديكالي أو الثوري  الذي ينادي بالتغيير الجذري أو الشامل , ثم خصائص هذا المنهج ، وأهم الجوانب الإيجابية والنواحي السلبية فيه ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

        ويركز الفصل السابع من هذا المرجع على المنهج التكنولوجي Technological  Curriculum، وذلك من حيث مفهومه المحدد ، وخصائصه المتنوعة  ، والمقارنة بينه وبين المنهج التقليدي ، ومزايا هذا المنهج وعيوبه ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

        وعالج الباب الرابع من هذا الكتاب موضوعاً مهماً يتمثل في التنظيمات المنهجية المتمركزة حول المجتمعCurriculum Organizations Centered Around Society  مثل منهج إعادة البناء أو التجديد الاجتماعي Reconstruction Curriculum، من حيث تناول أهم الاتجاهات الفكرية المرتبطة به , والفرق بين التوافق الاجتماعي والتجديد الاجتماعي وعناصر المنهج التجديدي ومميزاته وعيوبه , مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم ،وذلك موضع معالجة الفصل الثامن.

 

       وتناول الفصل التاسع  من هذا الكتاب ، منهج النشاط المتمركز حول المواقف الاجتماعية Activity Curriculum Centered Around Social Conditions، من حيث مفهومه والفرق بينه وبين منهج النشاط القائم على حاجات المتعلمين وميولهم , وخصائص هذا المنهج , ثم إيجابياته وسلبياته ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

      ويعالج الفصل العاشر ، المنهج البولتيكنيكي أو منهج الفنون المتعددة Polytechnic or Free Arts Curriculum، من حيث مفهومه وأهدافه ومحتواه ، والعلاقة بين التدريس والنشاط المكمل لهذا المنهج ، وطبيعة التقويم فيه ، ومزاياه وعيوبه ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

         يستعرض الباب الخامس التنظيمات المنهجية المختلطة Mixed Curriculum Organizations، التي تركز على المعرفة والمتعلم معا أو تركز على المجتمع والمتعلم معا , ممثلة في منهج الوحدات المختلطة Mixed Units Curriculum، من حيث طبيعتها وكيفية استفادتها من منهج الوحدات القائمة على المادة الدراسية ومنهج الوحدات القائمة على الخبرة معا , وأهم الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية لهذا المنهج , مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحاً وجهة نظرهما ، وهذا موضع معالجة الفصل الحادي عشر.

 

ويتناول الفصل الثاني عشر المنهج المحوري من حيث تعريف المحور وأنواعه والفرق بين البرنامج المحوري والمنهج المحوري, وفلسفة المنهج المحوري وأغراضه ,  وعملية التعليم في ظل هذا المنهج وكيفية العمل معه ودور المعلم فيه , وطبيعة التخطيط بالنسبة لهذا المنهج وكذلك تنظيم الجدول المدرسي في ضوئه مع إبراز خصائص هذا المنهج وتحديد أوجه القوة ونقاط الضعف فيه . والصعوبات التي تواجه تطبيق هذا المنهج في مدارسنا العربية مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم.

 

         يعالج الباب السادس أهم التحديات المستقبلية Future Challenges Facing  School Curriculum التي تواجه المنهج المدرسي ممثلة في تحدي النمو السريع للمعرفة ، وتحدي القيم ، وتحدي الإنتاج ، وتحدي التفكير العلمي ، مع إبراز موقف المنهج المدرسي من تلك التحديات ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، موضحين وجهة نظرهم ، وهو ما كان موضع معالجة الفصل  الثالث عشر.

 

       أما الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب المرجع ،  فقد تناول موضوعا مهما للغاية وهو  المنهج الإسلاميIslamic Curriculum، من حيث استعراض خصائصه الفريدة في الحياة ، ممثلة في كل من : الربانية ، والشمول ، والتوازن ، والإيجابية ، والواقعية ، والعالمية , وكذلك إبراز الأساس الاجتماعي ، والأساس النفسي ، والأساس المعرفي ، لهذا المنهج ، مع توضيح عناصره العديدة ، التي تشمل : الأهداف من حيث تزكية الروح ، وتزكية العقل ، وتزكية الجسم , وكذلك المحتوى من حيث طبيعته ، وكيفية معالجته. كما يوضح هذا الفصل أيضا أهم الطرق والأساليب المتبعة في تدريس المنهج الإسلامي ، ممثلة في القدوة ، والحكمة ، والموعظة الحسنة ،  والترغيب والترهيب ، والقصص ، واستخدام الأحداث ، واستخدام الحوار , واستخدام الأمثال والتشبيهات الحسية , وطريقة المحاضرة أو الخطابة , وطريقة المناقشة , والرحلات العلمية الميدانية , والتعلم بالعمل , ثم طبيعة التقويم في المنهج الإسلامي ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله، موضحين وجهة نظرهم .

   

            ويتناول الباب السابع والأخير ، قضية تخطيط المناهج وتطويرها Curriculum Planning and Improvement، وذلك من حيث ماهية التخطيط ، ونماذج التخطيط ، ومبرراته وفوائده ، وخطواته التي تتضمن : تقديم التبرير المنطقي لعملية التخطيط , وتحديد مجال المنهج , وصياغة الأهداف , واختيار المحتوى وتنظيمه , واختيار الخبرات التعلمية وتنظيمها , وتحديد طرائق التدريس وتوضيحها , وكذلك تحديد إجراءات التقويم ووسائله , وتجريب المنهج المخطط ثم تعميمه . هذا بالإضافة إلى التعرض للعوامل الخارجية التي تؤثر في تخطيط المنهج المدرسي متضمنة طبيعة المجتمع , وأنظمة وزارات التربية والتعليم وقوانينها , والصفات الشخصية والتدريسية للمعلم , وطبيعة المتعلمين , مع تقديم المقترحات اللازمة للتعامل مع الصعوبات التي تواجه عملية التخطيط , ثم التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، لتوضيح وجهة نظرهم ، وهذا كله كان موضع معالجة الفصل الخامس عشر من الكتاب.

 

          أما الفصل السادس عشر والأخير من هذا الكتاب المرجع ، فقد تناول موضوع تطوير المنهج المدرسيCurriculum Development or Improvement  ، من حيث توضيح الفرق بين كل من التحسين ، والتطوير ، والتغيير في المنهج , وأنواع التغيير ونماذجه ، ومدخل العملية كنموذج للتغيير في مجال التربية , واستراتيجيات التغيير وعوائقه , ومبررات تطوير المنهج , والعلاقة بين صناعة القرارات أو اتخاذها ، مثل مشكلة تحديد الأهداف ، ومشكلة اختيار المحتوى وتنظيمه , ومشكلة اختيار خبرات التعلم وتنظيمها , وكذلك مشكلة اختيار طرائق التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة المصاحبة , ومشكلة تحديد واختيار أساليب التقويم , هذا بالإضافة إلى مشكلة تحديد واختيار النموذج المناسب لتخطيط المنهج وتطويره , وانتهى هذا الفصل بإبراز دور القيادة في تطوير المنهج ، وتحديد مقومات نجاح المنهج المطور ، مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله مع التعقيب الوافي من جانب مؤلفي الكتاب على ذلك كله ، لتوضيح وجهة نظرهم. 

 

       هذا وقد أضاف مؤلفو هذا الكتاب المرجع ، تعقيباً على كل فصل من فصوله الستة عشر،  يبرز وجهة نظرهم بخصوص ما يطرحه هذا الفصل أو ذاك من موضوعات متنوعة ، مضيفين رؤيتهم للحاضر بأوضاعه وظروفه ومشكلاته ، واستشرافهم للمستقبل بآماله وتوقعاته وطموحاته الكثيرة والمتنوعة.

ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في عرضنا لتلك الموضوعات , كما نأمل أن  يكون في هذا الكتاب إضافة للمكتبة العربية في مجال المناهج , وإفادة للطلبة والمعلمين والباحثين ، وكل من له علاقة بمجال التربية وإعداد الأجيال على مستوى عالمنا العربي والإسلامي . اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.