مهارات التفكير والتعلم

نبذة عن الكتاب المرجعي القيّم : مهارات التفكير والتعلم ­
      أحدث إصدارات الأستاذ الدكتور جودت أحمد سعادة لعام 2015م

 

 

 

صدر مؤخراً عن دار المسيرة للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان، الكتاب الحادي والثلاثون للدكتور جودت أحمد سعادة، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الشرق الأوسط، تحت عنوان: (مهارات التفكير والتعلم)، والذي يقع في (520) صفحة من القطع الكبير، ومجلداً تجليداً فنياً أنيقاً .

 

  وقد أصبح من المعروف أن التفكير ومهاراته المختلفة تظل الشغل الشاغل للأمم والشعوب المتحضرة هذه الأيام، وذلك عن طريق تهيئة الظروف الملائمة للأجيال المختلفة لتفعيل التفكير ومهاراته المختلفة لديهم، لاسيما أولئك الذين يلتحقون منهم بالمدارس والمعاهد والجامعات، من أَجل إعداد النشء القادر على خدمة نفسه وأهله ووطنه بل والعالم بأسره.

 

 ولا يستطيع هذا النشء القيام بهذه الخدمات جميعاً إلا إذا تعمق في التفكير فيما يدور حوله من أمور ووقائع وقضايا ومشكلات مختلفة، وإذا ما أمعن بفكرهِ لكل ما يقرأ من معارف ومعلومات وأفكار وآراء متنوعة، يستطيع الاستفادة منها في حياتهِ اليومية وإفادة الآخرين داخل وطنهِ وخارج الحدود، عبر نقل الأفكار عبر تكنولوجيا المعلومات وعلى رأسها شبكات الانترنت العملاقة.

 

 

ويكثر عدد المبدعين والموهوبين والمتميزين في أي شعب من الشعوب، طالما تم تشجيع أفراده على التفكير، وتدريبهم على مهاراته الكثيرة، مما يزيد من عدد المخترعين والعلماء والمفكرين وأصحاب الرأي السديد، الذين يحرصون على التصدي للمشكلات العديدة التي تحول دون التقدم والرقي وزيادة الإنتاج.

 

 

وقد جاء كتاب: (مهارات التفكير والتعلم) كي يدعم  الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي على المستوى الفردي والجماعي، وبثمانية فصول كبيرة، دار الفصل الأول منها حول مهارة مهمة جداً في حياتنا اليومية وهي: (مهارة إدارة الوقت وتنظيمه)، إذ تمَّ التطرق إلى خلفية قصيرةٍ عنها، وأهمية تحديد الأهداف فيها، وتعريف مفهوم إدارة الوقت وتنظيمه، ومفهوم ترتيب الأولويات وتطبيقاته في مهارة إدارة الوقت، وقواعد الإدارة الناجحة، واستراتيجيات إدارة الوقت، وأنماط السلوك والمعتقدات التي تؤدي إلى ضياع الوقت، ومصفوفة إدارة الوقت، والنصائح العشر للاستغلال الأمثل للوقت، مع  طرح أنشطة تثير التفكير عن مهارة إدارة الوقت وتنظيمه.

 

 

وركز الفصل الثاني من هذا الكتاب على موضوع (تعليم التفكير)، من حيث تعريف مفهوم التفكير، وبيان أهميته، وتوضيح التفكير في القرآن والسُّنة وفي التربية الإسلامية، وتصنيف مهارات التفكير، وأهمية تعليم مهارات التفكير وتعلمها، والتفكير فيما وراء المعرفة من حيث ماهيتهِ، وأهميته، ومكوناته، ومهاراته، واستراتيجياته، مع اقتراح مجموعة من الأنشطة المتنوعة حول هذه الموضوعات.

 

 

واهتم الفصل الثالث بموضوع بالغ الأهمية يتمثل في (التفكير الناقد) من حيث مفهومه، وعناصره، وخصائص أفراده، ومهاراته المتنوعة: كالتفسير، والتحليل، والتقييم، والاستدلال، والتوقع، والتنظيم، ومراحل التفكير الناقد: كالدافعية، والبحث عن المعلومة، وربط المعلومات، والتقويم، والتعبير، والتكامل، ثم استراتيجيات التفكير الناقد وعلى رأسها استراتيجيات عظم السمكة، والخرائط الذهنية، والكلمات المترابطة، وتقويم صحة مصادر المعلومات، وتحديد الدليل، مع ربط كل ذلك بمجموعة من الأنشطة والتمارين ذات العلاقة.

 

 

وتناول الفصل الرابع نوعاً حديثاً من أنواع التفكير هو (التفكير الإبداعي) الذي بدأ الاهتمام يتزايد به كثيراً هذه الأيام، إذ تم التطرق هنا إلى تعريفاته، واتجاهاته، ومهاراته الأساسية كالطلاقة والمرونة والأصالة والتوسع والحساسية نحو المشكلات الاجتماعية، من حيث تعريف كل مهارة منها، وبيان أهميتها، وخطواتها، وإجراءاتها، وأمثلة تطبيقية عليها، ثم بعد ذلك توضيح مراحل التفكير الإبداعي، واستراتيجياته ولا سيما العصف الذهني وحل المشكلات إبداعياً، مع طرح أنشطة وتمارين متنوعة على موضوعات هذا الفصل.

 

 

ولما كان للتعلم أهمية كبرى وعلاقة وثيقة بالتفكير، فقد دار الفصل الخامس حول (توظيف استراتيجيات التفكير في التعلم) وذلك من حيث بيان مفهوم التعلم، ومراحله، ومبادئه، وخصائصه، والتعلم المتمركز حول المشكلة من حيث مفهومه، وعناصره وخصائصه، وطرق تدوين الملاحظات وعلى رأسها الطريقة الخطية، والخرائط الذهنية، والخرائط المفاهيمية، والسجلات القصصية، وسلاسل الأحداث، والمنظمات البصرية، وطريقة كورنيل لتدوين الملاحظات، مع ربط كل ذلك بأنشطة متنوعة ذات علاقة.

 

 

ونظراً لأهمية القراءة في حياتنا اليومية، فقد ركز الفصل السادس حول موضوع (مهارات القراءة)من حيث توضيح معنى القراءة، وأهميتها للفرد والمجتمع، ومراحلها، وأنوعها كالصامتة، والجهرية، والاستماعية، والناقدة، والاستكشافية، والسابرة، والإخبارية، والإبداعية، وغيرها، مع التركيز على القراءة السريعة من حيث ماهيتها، والأسباب التي تقلل من سرعة القراءة أو تزيد منها، ثم تحديد مبادئها، والتشجيع عليها، والتدريب على ممارساتها الصحيحة، وبيان القواعد العامة للقراءة الفاعلة، واستراتيجيات القراءة الناجحة مثل: استراتيجية التفكير بصوتٍ مرتفع، واستراتيجية طرح الأسئلة واستراتيجية SQ4R، واستراتيجية القراءة بالاستخلاص والمسح، مع طرح العديد من الأنشطة الإثرائية على مهارات القراءة بصورة عامة.

 

 

 

 ولما كانت (مهارات الدراسة أو الاستذكار) ضرورية للطلبة في المدارس والمعاهد والجامعات، فقد اهتم الفصل السابع بها من حيث مفهوم الاستذكار أو الدراسة، والدوافع من ورائه، وخصائصه، وشروطه، وعناصره ولاسيما المدخلات والعمليات والمخرجات، ومعوقات الدراسة أو الاستذكار، ومهاراته، وعاداته، والتهيئة الملائمة له، وطرقه المتنوعة، مع تعميق كل ذلك وزيادة فهمه، عن طريق مجموعة من الأنشطة أو التمارين ذات العلاقة. 

 

 

 

واختتم الكتاب بالفصل الثامن الذي دار حول مهارات بالغة الأهمية في عالم التعلم والتعليم في جميع المستويات الدراسية الدنيا والعليا، وهي: (مهارات أداء الاختبارات). وفي هذا الفصل تم توضيح مفهوم الاختبارات، وفوائدها، والتخطيط لها، ومعايير وضعها، وصفاتها، وأنواعها من مقالية وموضوعية وفروعهما، وبيان مزايا كل نوع وعيوبه وطرق تحسينه وأنواعه وطرح أمثلة متنوعة عليه. كما تناول هذا الفصل موضوع قلق الاختبارات من حيث مفهومه، وأعراضه، وأسبابه، والتعامل الإيجابي معه، واستراتيجيات الاستعداد للاختبارات، واستراتيجيات أدائها، مع تقديم أنشطة متنوعة تزيد من عملية فهمها وتطبيقها.

 

 

  كما انتهى كل فصل من فصول الكتاب الثمانية بقائمة من المراجع العربية والأجنبية وثيقة الصلة بموضوعاته الفرعية، وبقائمة طويلة منها في نهاية الكتاب شملت عدة مئات من المراجع، التي تفيد القُراء العرب بصورة عامة، والباحثين في المدارس والمعاهد والجامعات على وجه الخصوص، والتي يمكن الرجوع إليها للإفادة والاستزادة أو التعمق في موضوعات الكتاب كافة.

 

       باختصار، فإن هذا الكتاب المرجع ، يمتاز بالخصائص العلمية والتربوية المهمة الآتية :

. تناولهُ لأكثر الموضوعات أهمية للنشء الجديد هذه الأيام وهو موضوع: (مهارات التفكير والتعلم).

. تركيزهُ على التفكير الناقد ومهاراته المختلفة، ومراحله المتعددة ، واستراتيجياته المتنوعة.

. إهتمامهُ بالتفكير الإبداعي من حيث ماهيته، واتجاهاته، ومهاراته، ومراحله، استراتيجياته.

. تناولهُ لمهارات إدارة الوقت من حيث الأهمية، والقواعد، والاستراتيجيات، ومضيعات الوقت.

. تركيزهُ على مهارات القراءة من حيث الأهمية والمراحل والأنواع والقواعد والاستراتيجيات.

. إهتمامهُ بمهارات الدراسة من حيث الخصائص والعناصر، والمعوقات، والعادات.

. تعرضهُ لمهارات أداء الاختبارات والاستعدادات لها، وظاهرة قلق الاختبار والتصدي لها.

. تناولهُ للتفكير في القرآن والسُنة، والتفكير ما وراء المعرفي من حيث أهميتهِ ومهاراته.

. ربطهُ التفكير بالتعلم، ولا سيما التعلم المتمركز حول المشكلة، وطرق تدوين الملاحظات.

. دعمهُ جميع الموضوعات السابقة بمئات الأنشطة والأمثلة التطبيقية التربوية والحياتية.

. طرحهُ لثلاثمائة من المراجع العربية والأجنبية التي تُفيد القُراء والباحثين حول التفكير ومهاراته المتعددة.

 

 

    ورغم كل مزايا هذا الكتاب، بالإضافة إلى تناوله لموضوعات فرعية كثيرة عن مهارات التفكير من جهة، وعن التعلم من جهة أخرى، فإن المؤلف لا يدعي الكمال، لإيمانه العميق بأن الكمال لله وحده. لذا، فإن المؤلف يفتح صدره وعقله واسعاً للنقد البناء الذي يؤدي إلى إثراء هذا الكتاب بلا شك من ملاحظات جميع القُراء والمفكرين والمؤلفين ومقترحاتهم وآرائهم، طارحاً هذا الجهد كي يكون لبنةً تُضاف إلى لبناتٍ عديدة أخرى حول مهارات التفكير في المكتبة العربية. والله وحده ولي التوفيق ...                                                                             

المؤلف

أ.د. جودت أحمد سعادة

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.