
إعداد – الحسين فتحي(مصر)
التحديات التي تواجه التعليم:
على الرغم من إحراز تقدم هائل لزيادة قاعدة رأس المال البشري من خلال تحسين نظام التعليم، إلا إن جودة تجارب التعليم لا تزال متدنية ولم يتم توزيعها بصورة تتسم بالعدالة والإنصاف. وبسبب انعدام الجودة النوعية الجيدة على مستوى التعليم الأساسي والثانوي، انتشر سوق الدروس الخصوصية بصورة مذهلة، وأصبحت ضرورة وليست مجرد إجراء لعلاج أوجه قصور.
فوفق تقرير التنمية البشرية في مصر عام 2005، فإن 58% من الأسر التي تم مسحها أشارت إلى أن أبنائها يحصلون على دروس خصوصية، ويوضح المسح الذي قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن الأسر المعيشية تنفق في المتوسط 61% من إجمالي نفقات التعليم على الدروس الخصوصية.
وهناك دراسة قامت بها اليونسكو عن العدل والإنصاف في التعليم في أكثر 16 بلداً سكاناً على مستوى العالم حيث وضعت هذه الدراسة مصر في مرتبة متوسطة فيما يتعلق بالعدل والإنصاف في معدلات الالتحاق في المرحلتين الابتدائية الثانوية في كافة محافظات مصر، لكن عن إضافة عنصر الثروة إلى التحصيل العلمي، كانت النتيجة غير مشجعة تماماً، فالمناطق الأكثر ثراءً تتمتع بمعدلات التحاق بالمدارس أعلى بصورة كبيرة للغاية في كل من المرحلة الابتدائية والثانوية، وهذا يؤكد على الحاجة إلى مزيد من الجهود للحد من فجوة الثروة في التحصيل العلمي.
والسبب في ذلك أن نظام التعليم المصري يعاني بكل عناصره وبكل مستوياته منذ أمد بعيد من العديد من المشاكل والتحديات، والتي تمثل عائقاً حقيقياً أمام العملية التعليمية وتطورها، والتي تشمل المحاور الأساسية للعملية التعليمية، وهى المدرس والطالب والمدرسة أو الجامعة (مكان تلقى العلم) والمنهج الذي يدرس، وذلك كما يلي:
أولاً: بالنسبة للمدرس:
- المدرس غير مؤهل تعليمياً و تربوياً بالشكل الصحيح.
2- العائد المادي الذي يحصل عليه المدرس قليل جداً ولا يكفى لكفالة حياة كريمة.
ثانياً: بالنسبة للطالب:
- فقدان الطالب الثقة في قيمة التعليم وخوفه على مستقبله.
2- عجز الطالب عن إخراج ما لديه من مواهب وقدرات خلاقة قد لا تكون موجودة في غيره، وقد تكون نادرة جداً، وذلك خوفاً من مقابلة تلك المواهب بالسخرية أو الاستهزاء أو حتى العقاب.
ثالثاً: بالنسبة للمدرسة:
- ضعف الإمكانيات والوسائل العلمية المتوفرة في المدرسة نتيجة ضعف الدعم والتمويل المتاح للمدارس.
2- روح الكآبة و الجدية التي تضفى آثارها على المدرسة، مما يقلل حافز الطلاب للذهاب إليها.
3- التكدس الطلابي الكبير داخل الفصول، إذا يحتوى الفصل الواحد على خمسين تلميذ فأكثر والتي قد تصل أحياناً إلى 70 داخل الفصل الواحد.
- رابعاً: بالنسبة للمناهج:
1- الاعتماد على الحفظ والتلقين فقط، حتى في المواد العلمية مثل الإحصاء والرياضيات والفيزياء.
2- الحشو في المناهج دون التركيز على نقاط معينة.
3- اعتماد المناهج على الجانب النظري فقط، دون الجانب العملي.
4- عدم ملائمة المناهج للتطور العلمي المستمر، فالمناهج قديمة وليس هناك أي تحديث لها.
5- الفجوة الواضحة بين محتويات المناهج ومتطلبات سوق العمل.
اکتب تعليق جديد