المخطوطات.. تراث إنساني بديع

المخطوطات العربية والإسلامية ثروة فكرية وثقافية نفيسة، وتراث إنساني بديع، والعناية بها هو السبيل الوحيد للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي والاسلامي عبر القرون وفي شتى الفنون، وخير وسيلة للاستفادة من هذه الثروة العلمية الضخمة هو الاهتمام بها عن طريق دراستها وتحقيقها ونشرها لترى النور وتصبح في متناول أيدي الجميع.

* مفاهيم ومصطلحات تتعلق بالمخطوطات:

التراث: جاء في (المعجم الأدبي): هو ما تراكم خلال الأزمنة من تقاليد وعادات وخبرات وتجارب وفنون وعلوم في شعبٍ من الشعوب.

وفي (معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب): هو ما خلّفه السلف من آثار علمية وفنية وأدبية ممّا يُعتبر نفيساً بالنسبة لتقاليد العصر الحاضر وروحه؛ فإذا قلنا: تحقيق التراث، فيراد من كلمة التراث في هذه العبارة: الكتب المخطوطة التي ورثها السلف للخلف.

جاء في (محيط المحيط): أصل كلمة تراث وراث، إذْ بدلت الواو تاءً، فالتراث والإرث والورث ألفاظ مترادفة.

المخطوط: هو الكتاب المكتوب بالخط لا بالمطبعة وجمعه مخطوطات ويقابله الكتاب المطبوع.

النص: هو الكلمات التي يتألف منها المخطوط.

المتن: هو الجزء الرئيسي من المؤلَّف (المخطوط) مستقلاً عن شروحه وحواشيه.

الحواشي (الهوامش): هي الكلمات الخارجة عن نص الكتاب المخطوط وليست منه، الموضوعة في هوامش الكتاب في الجهة العليا أو السفلى أو اليمنى أو اليسرى ، وتتضمن تعليقات وشروحات على النص.

الضبط: جاء في (المعجم الوسيط): ضبط الكتاب: أصلح خلله أوصحّحه وشكّله، بينما كان له عند القدماء معنى الحفظ الجيد.

مقابلة النسخ: هي عملية قراءة نسخ الكتاب جميعاً وبيان فوراقها من أجل ضبط نص الكتاب وتصحيحه.

النسخة الأم: هي نسخة المؤلف المبيضة بخط يده، وسُمِّيَتْ أُمّاً؛ لأنّ كلَّ النسخ المنقولة منها تكون بمثابة ذريتها المتولدة عنها.

النسخة الأصل أو الأصلية: هي النسخة التي يعتمدها المحقق أصلاً في عمله من بين عدة نسخ، فينسخ نص الكتاب منها ويقابل سائر النسخ عليها، وقد تكون النسخة الأم هي نسخة المؤلف، أو نسخة منقولة عنها إذا فقدت النسخة الأم أو أقدم النسخ تأريخاً من بين سائر النسخ.

النسخ الفرعية: هي النسخ التي يقابلها المحقق على الأصل لبيان فوارقها، ولها أهمية في بيان كلمة غامضة غير واضحة أو ساقطة من الأصل.

الناسخ: هو الكاتب الذي قام بنسخ المخطوط قبل ظهور الطباعة.

تاريخ النسخ: ويُكتب عادة في آخر المخطوط، وهو هام جداً في تقييم النسخة واعتبارها أصلاً أو فرعاً.

 *مفهوم التحقيق وشروط المحقق وعمله:

التحقيق في اللغة: مصدر للفعل حَقَّق، جاء في (المعجم الوسيط) : كلام مُحَقَّق: مُحْكَم الصنعة رصين، وحقّق الشيء والأمر: أحكمه، وقال ابن الأعرابي: يقال: أحْققت الأمر إحقاقاً إذا أحكمته وصححته. وقال الزمخشري في (أساس البلاغة): حقّقت الأمر وأحققته: كنت على يقين منه، وبذلك فالتحقيق في اللغة هو العلم بالشيء ومعرفة حقيقته على وجه اليقين.

* شروط المحقق:

الشروط العامة: مَنْ أراد أنْ يُحقق مخطوطاً ما لا بُدّ أنْ يَتّصِف بأوصافٍ معينة، وأنْ تتحقق فيه عدة شروط عامة، وهي:

1-أنْ يكون عارفاً باللغة العربية، بنحوها وصرفها وبلاغتها وإملائها وأساليبها معرفة وافية؛ ليستطيع قراءة النص وفهمه فهماً صحيحاً.

2-أنْ يكون ذا ثقافة عامة في كل فن.

3-أنْ يكون على دراية كافية بعلم المكتبات، مخطوطها ومطبوعها، يعرف مصادر كل نوع وفهارسه وكيفية معرفة حال أيِّ كتابٍ مطبوعاً أم مخطوطاً.

4-أنْ يكون عارفاً بقواعد العمل بتحقيق المخطوطات وأصول نشر الكتب.

5-أنْ يَتَّصِف المحقق بالأمانة والصبر والحيادية والتواضع والالتزام والاستفادة من ذوي الخبرة، والفطنة، وأنْ يمتاز بدقّة الملاحظة وحسن التنظيم والترتيب.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.