شاعر الاحاسيس والتطلعات

ورث مهدي أخوان ثالث الذوق الشعري من والدته وكان ينشد في بعض الاحيان أشعاراً على نمط شعر الشعراء القدامى لاسيما شعراء خراسان، ومن ثم بدأ بعد مدة قصيرة بكتابة الشعر بالاسلوب الخراساني الرصين والمثنويات والغزليات حيث ظهرت قدرته وتمكنه من انواع الشعر الكلاسيكي بين عامي 1947 و1951 الفترة التي طبعت فيها مجموعته الشعرية الاولى تحت عنوان «ارغنون» اذ جسدت هذه المجموعة نموذجاً لاشعار العشق والقضايا الاجتماعية.

وعقب صدور مجموعته الشعرية الثانية «الشتاء» في عام 1955 ظهرت قدرته الشعرية للجميع اكثر من أي وقت مضى، حيث يتضح اكثر توجهه نحو اسلوب الشاعر نيمايوشيج في التجدد، في هذه المجموعة الشعرية نواجه شاعراً ملماً بقوة بشعر ايران القديم لاسيما اشعار خراسان و متخذا منحى التجدد في الكتابة الشعرية أي الاسلوب النيمائي، وفي الوقت ذاته حافظ على علاقته بالشعر القديم سواء المثنوي او الغزل، كما يمكن العثور على نماذج شعرية كاملة في مجموعتيه الشعريتين «آخر الشاهنامة» (1958) و«من هذه الافستا» (1965).

كما كان أخوان يحب الموسيقى بشكل كبير وكان للشعر والموسيقى في حياته الفنية ارتباط وثيق لدرجة لايمكن فصل موسيقى كلماته المؤثرة عن شعره الممزوج بعروض الشعر الفارسي وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان اخوان كان على اطلاع كبير بالموسيقى التقليدية.

من مؤلفاته «ارغنون» (1951) و«الشتاء» (1956) و«آخر الشاهنامة» (1959) و«من هذه الافستا» (1965) و«صيد» (1966) و«الخريف في السجن» (1969) و«جحيم ولكنه بارد» (1978) و«أحبك ايتها الارض القديمة»(1989).

توفي أخوان في 26 اغسطس عام 1990 في طهران ونقل ال طوس ودفن في حديقة مدينة طوس الى جانب مقبرة الشاعر الايراني الكبير ابو القاسم الفردوسي.

تولى اخوان بعد الشاعر نيما يوشيج مهمة النهوض بالشعر الفارسي المعاصر وهو من بين الشعراء الذين ادركوا بقوة فن نيما وحافظ على اصالة وابداع شعره في الوقت ذاته، تعتبر لغته الشعرية بليغة ومؤثرة جداً، حيث مهد له اطلاعه الكبير على تراث الادب الفارسي ان يدرج افكاره في شعره بشكل جميل جدا.

تبرز في شعر أميد اللغة الشعرية القديمة لخراسان لاسيما لغة الشاعر الفردوسي فهو بالاضافة الى استخدامه الكلمات والعبارات المستخدمة بالشعر القديم يلجأ الى المصطاحات الجديدة في شعره لاظهار أي فكرة تدور في مخيلته، كما يستخدم لغة الحوار في قصائده وفي الوقت ذاته تتمتع لغته بالقوة والصميمية، لغته الشعرية رمزية لكن وضوح افكاره ودقته في اختيار الرموز توضح اشعاره بشكل كامل.

مضمون اشعار اخوان بغض النظر عن نظرته العاشقية والعرفانية في بعض الاحيان، تجسد الاحداث والوقائع التي شهدها الشاعر بأم عينه، فأشعاره تضم في غالبيتها الافكار الاجتماعية حيث لم يكن يقف موقف المتفرج من الاحداث الاجتماعية والسياسية بل كان يغتنم الفرصة للتطرق اليها في شعره.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.