الإمام الصادق(ع) و العلم الحديث!

ليـــس اليتيم الذي قد مات والداه إن اليتيـــم يتيم العلم والأدب

تميزت مدرسة الإمام الصادق(ع) في عصره بحرية الرأي والبحث فكان ذلك من أهم أسباب إنتشار المعارف وذيوعها… وكان النصف الأول من القرن الثاني الهجري أشبه بـ(فصل الربيع) للتأليف والكتابة ولكن للأسف لم يصلنا من كتب هذا العصر إلا القليل وقد عرفنا أخبار هذه الكتب من كتاب نفيس اسمه (الفهرست) وضعه الوراق ابن النديم.

التف حول الإمام الصادق(ع) آلاف من العلماء والطلبة برغم انعدام المنفعة المادية إلا إخلاص مستقر في النفوس وإيمان عميق متوقد في القلوب وانجذاب لشخصية الإمام(ع) وإعجابٍ بدروسه التي يلقيها ببيانه العذب ويستهدف بها الحقائق وجوهر المعرفة.

كان شعار مدرسة الإمام الصادق(ع) حرية الرأي والفكر وقد دونت العلوم في عصره وكان ينهى عن المغالاة في العقيدة وعن الخلاف والعزلة.. هذه الدعائم الأربعة المهمة هي التي قامت عليها مدرسة الإمام الصادق(ع).

وكانت معارف الإمام الصادق واسعة جداً في الفقه والطب والكيمياء وعلوم الهيئة والنجوم وعلوم الفيزياء والفلسفة والجغرافيا والتاريخ… وله حقائق كثيرة في الفكر والدين والحضارة والحكمة والفلسفة والطبيعة وغيرها كثير سبق فيها علماء الغرب المعاصرين.

وفي عصرنا هذا برزت نخبة نزيهة ومهمة من العلماء والمستشرقين وأساتذة الجامعات الأوروبية والأمريكية وعدد من العلماء المتخصصين من جامعات الدول الاسلامية.. ببحوث أكاديمية رائعة حول الإمام الصادق(ع) بعنوان: (الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب)، تميزت بها جماعة ستراسبوغ الفرنسية / مركز الدراسات العليا.. وعدّت من أعمق البحوث العلمية الجامعية.

يعتبر الإمام الصادق(ع) أول من نظر في الروايات والتاريخ فكان بذلك قدوة وإماماً ومرشداً لكثير من المؤرخين الذين آلوا على أنفسهم ألا يسجلوا إلا الرواية الثابتة وما يقبله العقل وأن يهملوا الأساطير وما آل إليها. فقد قال عليه السلام: «إعرضوا حديثنا على القرآن. فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن فإضربوا به عرض الحائط».

وقد انبرى الإمام الصادق(ع) في استكشاف كثيراً من الحقائق العلمية والمعارف ومنها :

1- فرضية علمية هي: «أن الأرض ليست عنصراً بسيطاً."

2- أن الهواء ليس عنصراً بسيطاً وأن فيه جزءاً يساعد على الاحتراق ويحدث الصدأ في المعادن الصلبة.

وبعد اثنتي عشر قرناً أثبتت هذه الحقائق بالتمحيص العلمي.

3- وكان الإمام الصادق(ع) يقول: «إن لله خلائق أخرى تعيش في الكواكب والسماوات الشاهقة وهي تسبح لله بلغة لا نعرفها ولعلها تكلمنا ولا نعرف لغتها.

4- يقول الإمام الصادق(ع): «أن جسم الإنسان يتألف من نفس العناصر الموجودة في الأرض ولكن بنسبٍ متفاوتة».

هذه النظريات التي إستنبطها الإمام الصادق(ع) هي في منظورنا بعلم الإمامة لا بعلم البشر أما علماء الغرب فيقولون أنه رجل ذكي سابق لزمانه ولكن .. هل إن الرجل الذكي يسبق زمانه أكثر من ألف عام؟؟

إن من العسير التوصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية بدون مختبرات علمية عصرية… فالعباقرة أقدر من سواهم على استنباط ما تعجز عنه العقول لأن عيونهم تخترق الظلمات وترى ما لا يراه غيرهم من المبصرين… وثمة نظرية تقول:

«إن المعارفَ والمعلومات كامنة في الشعور الباطني للناس جميعاً ولكن هناك حجاباً يحول دون إدراك الشعور الظاهري لما هو كامن في الشعور الباطني غير المحدود.. فإن استعصى على الإنسان العادي أن ينتفع بهذه الذخيرة المدخرة في باطنه فإن العباقرة قادرون على النفاذ إلى الباطن واستنباط ما هو مدخر فيه من معلومات ومعارف كامنة».

نعم ولكن نبوغ الإمام الصادق(ع) يتجلى في أنه قسّم هذه العناصر المكونة للجسم إلى ثلاثة أقسام أثبتها العلم في عصرنا هذا.

1- أربعة توجد في جسم الإنسان بوفرة هي:  (الأوكسجين، الكربون، الهيدروجين، النتروجين )

2- وثمانية عناصر توجد في جسم الانسان بكمية ضئيلة هي: (السيلينيوم، الفلور، الكوبلت، المنغنيز، اليود، النحاس، الرصاص،الخارصين).

3- أما العناصر الثمانية التي توجد في جسم الانسان بكمية أكبر هي: (المغنسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفور، الكلور، الكبريت، الحديد ).

وقد تأكد أن تقسيم العناصر الموجودة في جسم الإنسان والنسب الخاصة بكل منها تتفق فيها آراء الإمام الصادق(ع) مع التجارب التي أجريت في المراكز العلمية في دول العالم كله وعلى سبيل المثال والتوضيح نذكر أن الإنسان الذي يزن 45 مثلاً يحتوي جسمه على كيلوغرام واحد من الكربون وهو عنصر من العناصر الأربعة التي توجد في الجسم بوفرة.

كذلك يوجد في جسم الإنسان 5.4 كغم من الهيدروجين متى كان سليماً ومتى مرض نقصت كمية الهيدروجين.

وتتساوى مقادير العناصر الأربعة وهي:

الأوكسجين – الكربون – الهيدروجين – النيتروجين في أجسام الناس جميعاً .. وتتساوى نسب العناصر الثمانية الضئيلة تلو المتوسطة في جسم الإنسان أينما كان ولا فرق بين اثنين في هذا إذا ما تساويا في الوزن والعمر.

وجاءت التجارب العلمية التي أجريت في فترة تربو على مائة وخمسين عاماً تؤكد النظرية التي أتى بها الإمام الصادق(ع) في هذا المجال.

 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.