مؤسسة المصطفي(ص) تكرم العلماء بمشاركة واسعة من العالم الإسلامي

وخلال حفل كبير ضم نخبة من الوجوه العلمية البارزة في العالم الإسلامي والباحثين والمهتمين بتقدم العلم والتكنولوجيا في المجتمعات الإسلامية تم الإعلان عن منح الجائزة في دورتها الثانية للعالمين الإسلاميين، البروفيسور الإيراني محمد أمين شكر اللهي عن اختراعه لرموز الرابتور التي تصحح الأخطاء في الاتصالات، والبروفيسور التركي إرول غلنبه عن إنجازه في نمذجة و تقييم عمل أنظمة الحواسيب.
وبدأ الاحتفال بكلمة للأمين العام للجنة التخطيط في مؤسسة المصطفي(ص) مهدي صفاري نيا أكد فيها أن جائزة المصطفي(ص) فعالية عالمية يجتمع فيها علماء بارزون من كافة دول العالم الإسلامي والعالم حيث تقوم مؤسسة المصطفي(ص) بدعوتهم ليشاركوا ويواكبوا هذه الحركة العظيمة، واعتبر أن المؤسسة أخذت علي عاتقها مهمة نشر العلم والتشجيع عليه، وأصبحت تؤمن فرصة لتنمية الافكار العلمية والمساهمة من جميع العلماء ممن لديه أنشطة متميزة في تنمية العلم بمجالاته المختلفة.
وأوضح صفاري نيا أن المؤسسة تهدف بمنح الجائزة إلي جذب الأنظار نحو العلماء المسلمين ولتزيد من تدفق مياه العلم والإبداع عند العلماء في العالم الإسلامي وبالتالي المساعدة علي حل المعضلات التي يواجهها.
وأشار صفاري نيا إلي أن مؤسسة وجائزة المصطفي(ص) جعلت رسالتها الإنسانية تطوير ودعم العلوم والعلماء وتهيئة الظروف المناسبة والأرضية الصالحة لتنمية العلم والإبداع في العالم الإسلامي، كما تقوم مؤسسة المصطفي(ص) بفعاليات علمية أخري كمسابقة نور التي تسمي في كل دورة بإسم أحد العلماء المسلمين البارزين سواء علماء العصر الذهبي الإسلامي أم علماء هذا العصر كإبن الهيثم وجاكي يينغ والجزري التي ستقام السنة القادمة.
رئيس مجموعة العمل العلمي في مؤسسة المصطفي(ص) حسن ظهور أشاد أيضاً بدور المؤسسة في تشكيل شبكة علمية علي مستوي العالم الإسلامي وذلك من خلال لمّ شمل هذا العدد الكبير من العلماء حيث تم إرسال الدعوات إلي 363 مؤسسة ومنظمة دولية في 51 بلداً و 1622 عالماً بارزاً في 28 بلداً، لإرسال أسماء المرشحين وأوضح أنه حتي بداية العام 2017 تم إرسال 241 أثرا علميا إلي الأمانة العامة لجائزة المصطفي(ص) في المجالات الأربعة التي تمنح عليها الجائزة. 
وقدم ظهور شرحاً عن الخطوات المتبعة في مؤسسة المصطفي(ص) لإختيار الإنجاز العلمي والفائزين والتي تمر عبر سلسلة من الإجراءات العلمية وإجتياز لشروط خاصة كأن يكون الإختراع فريداً في أحد المجالات العلمية الحديثة المحددة مسبقاً أو تأثير الإنجاز العلمي الكبير في رقي ورفاه شعوب المنطقة والعالم.
البروفيسور رومين مورينزي رئيس الأكاديمية العالمية لتطوير العلوم وتنميتها في الدول النامية (تواس) شكر مؤسسة المصطفي(ص) لدعوته إلي مراسم التكريم وتقديم الجائزة معبراً عن فخره الكبير بإنجازات البروفيسورين الفائزين العلمية وتحقيقهم فائدة جمة للعالم في مجالاتهم العلمية، مشيراً إلي أهمية هذا الإحتفال العلمي الهام الذي تقيمه مؤسسة المصطفي(ص)
وفي كلمته قدم الفائز بجائزة المصطفي(ص) العالم التركي المسلم إرول غلنبه شرحاً عن مسيرته العلمية التي بدأها في تركيا وأوضح أنه وصل إلي مكانته اليوم من خلال بذل الجهود المتكررة رغم بعض الكبوات التي أوصلته بالإصرار إلي تقديم موديلات وطرق لتقييم وتحسين عمل الشبكات في الحواسيب مؤكداً أن الفشل المتكرر يتلوه النجاح. 
وقال البروفيسور غلنبه أن علماء العصر الذهبي للعالم الإسلامي كمؤسس الجبر الخوارزمي كان مثاله الذي احتذي به ودعا إلي العمل بجد للعودة بالعالم الإسلامي إلي المكانة العلمية التي كان يتبوءها في ذلك العصر.
وشكر غلنبه مؤسسة المصطفي(ص) لتقديم هذه الجائزة العلمية باعتبارها إحدي المؤسسات الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي التي تساهم بتقديم الجوائز العلمية للعلماء، كما قدم غلنبه شكره الجزيل لكل المهتمين والمساهمين بتطوير العلوم ووجه شكراً خاصاً للجنة التحكيم التي قيمت هذه الأبحاث وتمني لهم التوفيق في الاستمرار بدعم العلماء والمجال العلمي.
بدوره كشف الفائز الآخر بجائزة المصطفي(ص) البروفيسور الإيراني محمد أمين شكر اللهي عن حبه للرياضيات منذ نعومة أظفاره الناجم عن دعم عائلته وقدم لمحة عن مسيرته العلمية وطريقة تعامله مع الأفكار المبتكرة والخلاقة والتي يحاول نشرها بين طلابه.
ووجه شكر اللهي الشكر لعائلته التي ساهم دعمها بوصوله إلي ابتكار وتصميم لغارتم رياضي أوصله إلي اختراع رموز الرابتور متمنياً أن تكون ذات فائدة كبيرة للعالم أجمع.
وقام البروفيسور عبد السلام المجالي ورئيس أكاديمية العلوم الطبية الإيرانية البروفيسور علي رضا مرندي و رئيس لجنة التخطيط لجائزة المصطفي (ص) سورنا ستاري بتقديم أوسمة المصطفي(ص) العالمي للعلوم والتكنولوجيا وشهادات التقدير ومبلغ الجائزة البالغ خمسمئة ألف دولار لكل من العالمين الفائزين في هذه الدورة من جائزة المصطفي(ص).
وأكد رئيس لجنة التخطيط لجائزة المصطفي(ص) سورنا ستاري علي أهمية العلم ونشره في بلدان العالم الإسلامي مشيراً إلي المشاكل التي تتعرض لها المجتمعات الإسلامية بسبب الجهل وذكر بأن المسلمين وعلمائهم في عصرهم الذهبي لم يستخدموا العلم لاستعباد أحد بل كان نابعاً من عقيدتهم وإيمانهم بالمساواة والأخوة مؤكداً ضرورة الإتحاد مرة أخري لإعادة بناء حضارة جديدة ونشر نظرية العلم والتكنولوجيا علي مستوي العالم لتحقيق الرفاهية للبشرية.
وتخلل حفل تقديم جائزة المصطفي(ص) عروض مسرحية من التراث الإسلامي وعرض تقديمي بعنوان 'يا مصطفي' باعتبار النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم اللغة المشتركة بين جميع دول العالم الإسلامي. يذكر أنه ستقام يوم غد الإثنين منافسات كنز العلمية في مجموعة من الجامعات في طهران والتي تقيمها مؤسسة المصطفي(ص).

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.