أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية

مولد ابن سينا في العام 980 م وقد ولد ونشأ في قرية صغيرة يطلق عليها إسم أفشنا وهذه القرية تقع بالقرب من بخارى وتوفي في مدينة همدان  سنة 427هـ (1037م). وكان ابن سينا قد قام بعد فترة من الزمن بالرحيل إلى مدينة بخارى التي تقع بالقرب من قريته التي كان قد ولد ونشأ فيها في صغره، وفي تلك المدينة كان ابن سينا قد إلتحق بالعمل عند السلطان نوح بن منصور الساماني والذي كان قد أسند اليه في ذلك الوقت مهمة متابعة أعماله المالية.

وقد بدأ ابن سينا وفور وصوله إلى مدينة بخارى في تلقّى العلوم حيث أنه قد عرف عنه سرعة بديهته وقوة حفظه ورجاحة عقله وكثرة إستيعابه، حيث أنه قام بحفظ القرآن الكريم في صغره حيث أنه لم يكن قد تجاوز سنه في ذلك الوقت العشرة أعوام، ثم قام بعد ذلك بالغوص في علوم الأدب والفقه والطب والفلفسة.

كان ابن سينا محباً للترحال لطلب العلم، رحل إلى خوارزم وهناك مكث عشر سنوات ثم تنقل بين البلاد ثم ارتحل إلى همدان وهناك مكث تسع سنوات.

فقد عاش ابن سينا معظم حياته طالباً للعلم فسافر إلى كثير من البلدان في سبيل هذا الأمر.

بوعلی سينا كان ولا زال يعد أنه من الأوائل بل حتى أول من كتب عن الطب وعلومه، ولقد أطلق عليه عدّة ألقاب كان أبرزها اللقب الذي أطلقه الغربيين عليه وهو لقب (أمير الأطباء)، وقد قام العالم الكبير ابن سينا بكتابة الكثير من الكتب قد تجازت هذه الكتب ما يقارب الـ 200 كتاب، وقد كانت تحمل هذه الكتب في طياتها العديد من المواضيع المختلفة والتي كانت تركز أغلبها على الأمور الفلسفية والطب ونحو ذلك وقد كان أشهر كتاب من الكتب التي قام ابن سينا بتأليفها كتابه الذي يحمل عنوان «القانون في الطب» والذي ظل صامداً طول سبعة قرون كمرجع رئيسي لعلم الطب.

وقد إشتهر ابن سينا بأنه أول من وضع لكثير من العلوم بعض التعريفات والتي كانت من أهمها تعريفه لعلم النفس.

اعتمد ابن سينا في الطبّ على الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفاً تشريحيا وفيزيولوجياً، واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض.

اعتمد في ممارسته الطبية على التجربة والاستفادة من تجارب من سبقوه، وهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب، وبخاصة عدوى السل الرئوي.

وهو أوَّل من وصف التهاب السحايا، وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب.

وهو أوَّل من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتي بأكثر من ثمانمائة سنة.

وهو أوَّل من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية.

وهو أوَّل من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة.

وأوَّل من تحدَّث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية، أو ما يسمى بالموت الفجائي.

ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية، اكتشافه لبعض العقاقير المنشّطة لحركة القلب.

واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدّرات التي يجب أن تعطى للمرضى قبل إجراء العمليّات الجراحية لهم تخفيفاً لما يعانونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها.

كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والاضطرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم «القانون»، وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا الأمراض الجنسية وأحسن بحثها، وقد شخَّص حمّى النفاس التي تصيب النساء، وتوصَّل إلى أنها تنتج من تعفن الرحم.

وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي، وبرصد أثر هذا العلاج على الآلام العصبية وآلام مرض العشق خاصةً، وقد مارس ابن سينا ما اهتدى إليه من علاجات وطبّقه على كثير من المرضى.

وفي علم الطبيعة، اكتشف ابن سينا أن الرؤية أو الضوء سابقة على الصوت كضوء البرق مثلاً يسبق صوت الرعد، فنحن نرى ومض برقه ثم نسمع صوته.

كان طبيب عصره الأوَّل والماهر، ولما ترجمت كتبه أصبح طبيباً عالمياً وعلى مدى أربعمائة عام.

 

الکلمات الرئیسیة: 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.