الحجاب.. إيمــان وقنــاعة وعفة للمرأة

عنصر المرأة يمثل درعا حصينا لحفظ وصيانة المجتمع.. وديمومة الحفاظ يكمن في التزامها بواجباتها وحقوقها على أكمل وجه.. ولا سيما تقيدها بالأمور الذاتية المظهرية كالحجاب الذي يمثل صونها وكرامتها ويهدف لتجسيد المرأة المسلمة..

فيعتبر الحجاب صيانة الشرف والعفة.. وليس نقصد بالحجاب فقط ستر الرأس والرقبة وإنما ستر كامل البدن... فلنتعرف على الفوائد الذهبية للحجاب وهي كالتالي المحافظة على كرامة وعفة المرأة لقد طولب الإنسان منذ أن خلق أن يعيش مكرما عزيزا شريفا... والحجاب هو شرف وعفة المرأة... فالمرأة لها المكانة الإنسانية المشرفة في الإسلام.. هذه المكانة هي مسؤولية تدعوها إلى الاحتفاظ بها وعدم التفريط بحقها وقد أبت كرامة الدين الحنيف أن تسمح للمرأة بأن تتلاعب أو تفرط بكرامتها.. والتخلي عن الحجاب بمثابة التنازل عن العزة والشرف لأن حجابها يمثل صونها.. ولهذا فرض عز وجل على المرأة أن تصون جسدها ونفسها وأن لا تتعدى الحدود التي رسمت لها وإن خرجت عن ذلك فكأنما خرجت عن إطار الإسلام.

قد أكد لنا القرآن الكريم ضرورة الحجاب في قوله تعالى يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما وفي قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى أما المشكلة التي نعانيها أن كثيرا من النساء اللاتي انخدعن بأساليب الغرب وإعلامه.. حيث أصبح لديهن القناعة التامة على أن المرأة المتحضرة المتقدمة هي التي تحدث بجمالها وتظهر محاسنها ومفاتنها ولا داعي للتستر والتخفي... وتصورن الحجاب شبح جاثم على أجسادهن يمنعهن من الحركة والعمل.. والحقيقة أنهن لم ينظرن أو يدققن لأي درجة وصلت الفتاة الغربية أو الشرقية من التقدم والتحضر غير الانحطاط والرجوع إلى الجاهلية وبيع الشرف وشياع الفساد.. وهذا نقيض للفتاة المسلمة التي تدعوها قيمها في حفظ العفة والعزة وليس لمعاينة الناس إليها والتلذذ بجمالها في كل مكان.. والقيم المبدئية لا تدعو المرأة أن تكشف جمالها أمام الآخرين وإنما تحدث بإيمانها والتزامها وأن تكون داعية للمعروف ناهية عن المنكر.

وطالما المرأة التزمت وأدركت ما هو خلفية حجابها.. حينئذ تضمن ديمومة إلتزامها سلامة إيمانها والبقاء على هذا الأمر يزيدها إيمانا وقناعة تامة تصونها من الآفات.

دعونا نسأل أنفسنا ماذا نفضل الفتاة التي تصون شرفها وجسدها وتخفي نعمة جمالها عن عيون الفاسدين وتكون محترمة عزيزة أو تكون سافرة متبرجة فريسة وغرضا لشهوات الآخرين؟ فالإجابة لا تحتــاج إلى افصــــاح. الصيانة الاجتماعيــة لا بد أن تعلم الفتاة أنها جوهــرة.. والجوهــرة بحاجة إلى الإخفــاء كي لا تطالها يد السارقين ولكي يتقدم المشتري وينالها بطريقة مألوفة.. وهكذا الحال للفتاة إنها بحاجة أن تستر جسدها عن الشياطين إلى أن تتسنى الرجل الشريف الذي يأخذ بيدها عن طريق أشرف وسيلة وهي الزواج.

الحجاب إيمــان وقنــاعة بالفعل إن من أسمى الأمور التي يحبذها ديننا الحنيف أن تطبق الفرائض وتعرف ما هي ايتها.. فمن يقرأ القرآن ويعي معانيـه ومن يصلي ويدرك فلسفة ركوعه وسجوده..الخ.. ومن يصوم ويعرف غاية جوعه وصبره.. فكل ذلك مما يضاعف الثواب والأجر عند الله عز وجل.. لأنه أدرك معاني ما عمل وعرف مغازي ما فعل .

وأيضا تنطبق الأمثلة للمرأة التي ترتدي الحجاب وتتحتم عليها معرفة الغاية من ارتدائه... وعبر هذا التمهيد البسيط أيضا نصنف المرأة لعدة نواع. أن ترتدي الحجاب تحت ضغط المجتمع وليس من منطلق الإيمان والتدين والحفاظ على صيانة محيطها وإنما لخشية أن تكون غرضا للكلام وتناول الحديث عنها.. وهذا النوع سرعان ما يدع الحجاب حينما تتاح لها الفرصة المناسبة لنزعه.. فالذي يتقيد بالحجاب خشية من ضغط المجتمع كمن صلى الصلاة خوفا من عصاة أبيه وليس لله تعالى.

وطالما المرأة التزمت وأدركت ما هو خلفية حجابها.. حينئذ تضمن ديمومة إلتزامها سلامة إيمانها والبقاء على هذا الأمر يزيدها إيمانا وقناعة تامة تصونها من الآفات. والسخرية... والاستهزاء مهما كانت كثيرة أو قليلة دائمة ومنقطعة.. فلا تراجع ولا انهزام عن قيم الرسالة والمبــدأ... اذن الحجــاب إيمـــان وقناعـــة.

ايتها المرأة. أنتِ بلاشكّ تقولين: أنكِ تحبّين الله تعالى لكنّه سبحانه وتعالى يطلب منّكِ الدليل على حبّك، وكل من ادّعى المحبّة فعليه أن يقدّمه، وهو في قوله تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (آل عمران/ 31)، فطاعتكِ لأوامر الله ورسوله هي دليل محبّتكِ له، وما عدا ذلك فهو ادّعاء لا مرية فيه، فهلا رجعت إليه وإلى أمره فالتزمت بحجابكِ وعفتكِ وطهارتكِ؟ وهلا حجبت نفسك عن اتّباع الهوى وأخذت حذرك من الشيطان الذي يأتي يوم القيامة فيخطب فيمن أغواهم فأطاعوه؟ «وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (إبراهيم/ 22).

إنّها جنّة عرضها السماوات والأرض: ايتها المرأة، انظري في نفسك وحولك نظر فكر وتأمّل، ألم يخلقك الله في أحسن تقويم، ألم يسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، ألم يسخر لك الكون بما فيه، ألم يرزقك رزقاً حسناً منذ كنتِ جنيناً في بطن أمك وإلى الآن وإلى ما شاء لك في هذه الحياة؟ هل تعلمين أنّك لو جلست تعبدين الله ليل نهار صياماً وقياماً ما وفيت الله نعمه وما أديت حقّه وشكره؟ لكنّه كريم متفضّل منعم، فلماذا لا تعودين إليه وأنتِ تتقلّبين في نعمه كل لحظة؟! أتعرفين ثواب من يطيعه ويتعبّده بإتيان أوامره واجتناب نواهيه؟ إنّه جنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتّقين فيها «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». أتعلمين جزاء مَن يعود إلى ربّه؟ إنّه القبول والرحمة وتكفير السيِّئات وتبديلها حسنات وكل ذلك فضل من الله الكريم القائل مبشراً: «إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» (الفرقان/ 70).

إنّ الحجاب فرض عين على كل مسلمة رضيت أم أبت، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» (الأحزاب/ 59).

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.