خصائص أسر المتفوقين

تتولى البيئة الأسرية Family Environmentt دوراً رئيسيّاً مُكمّلاً لدور المدرسة والمؤسسات التعليمية، وذلك برعاية أبنائها المتفوقين Talented أو المتفوقين عقلياً Mental Talented ـ خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة ـ؛ حيث نشأة الفرد في بيئة أسرية واعية مثقفة يُساعدها في تنمية قدرات أبنائها وتفوقهم، والوالدان يستطيعان تقديم الكثير الكثير بعد الله تعالى، فَمن المُسَلّم به أن للوالدين الأثر الفعّال في تربية الطفل وتنشئته، ولمشاركتهما أهمية في مجالات متعددة منها توفير الدافعية للطفل على الإنجاز، والتفوق، وتغذية مواهبه وتأكيدها، ومن هذه الإجراءات:
1- توفير الحنان وتقبل العلاقات الاجتماعية وكيفية التعامل مع الآخرين.
2- إتاحة الفرصة للطفل للتنفيس والتعبير عن قدراته بما يختزنه من طاقات كامنة.
33- إثارة فضول الأطفال من خلال الاتصالات المهمة مع المصادر المختلفة في الثقافة والطبيعة الاجتماعية.
44- إتاحة الفرصة له بالإحساس والشعور بالمسؤولية والاستقلالية في وقت مبكر من حياته وفق مقاييس يضعها الوالدان على مدى وعيهما التربوي الثقافي.
5- التواصل الاجتماعي Social Communicationn مع الأسر الأخرى مما يتيح الفرص للأطفال المتفوقين عقلياً للاختلاط مع غيرهم من الأطفال من أعمارهم وقدرات مختلفة.
66- إشراك الطفل في المسؤولية الأسرية كـ”قيام الابن مقام والده والبنت عن والدتها”، حتى يمكّن ذلك من تنمية الصفات الاجتماعية اللازمة للحياة في المجتمع الخارجي.
ويتبيّن لنا من خلال هذه الخصائص التي من المفترض أن تكون لأسر ذوي التفوق والموهبة أنّ الأسرة هي البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الفرد حياته، لذلك تعتبر الأسرة هي المشخّص الأول والعارف الرئيس لابنها من خلال أساليب عدة أبرزها الملاحظة، لذلك فإن لها دوراً مهماً في اكتشاف الموهوبين والمتفوقين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم، غير أنّها تعجز أحيانا عن القيام بدورها كاملاً؛ وذلك بسبب عوامل نقص الخبرة والمعلومات الكافية أو قلة الوعي والثقافة بالمجال التربوي أو تعرض طفلها لعوامل الحرمان المتنوع بشكل مباشر أو غير مباشر، أو لظروف اقتصادية أخرى.

لذلك يمكننا هنا مساعدة الأسرة على ذلك من ناحيتين مهمّتين هما:
– أولاً / كيف تتعامل الأسرة مع أفكار الطفل المتفوّق؟ وكيف تتصرف حيال أسئلته غير العادية؟
– ثانياً / كيف يمكن للأسرة المساهمة في تخفيض حدة القلق لدى الطفل المتفوق وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه؟
نعم. يتطلب من الأسرة في كلا الموقفين عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته وذلك حتى لا يتخوّف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلان عنها فإن لم يجد الإجابة المثالية الشافية من قبل والديه سيجدها من الأصدقاء أو الزملاء أو الإعلام، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال المتفوقين إلى الشعور بحالة من الرضا والاطمئنان بعد أن يكونوا قد عرفوا الإجابات لتساؤلاتهم وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل لديهم، بل إن تساؤلاته في مرحلة الطفولة خصوصاً هي غريزة فطرية طبيعية لكل إنسان، وتدل على سمات الموهبة والتفوق والنبوغ الذهني.

هنا نعرض أهم الإرشادات والتوجيهات التي تساعد الأسرة في القيام بدورها المنوط لأبنائها المتفوقين:

– أولاً / على أسرة الطفل أن تعمل على ملاحظته بشكل منتظم، وأن تقوم بتقويمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأن الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما:

أ) المُبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع شخصي أو رغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب رغبة الآباء بضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبناؤهم.
ب) يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آبائهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بانشغالهم بالمصالح الخاصة ما يدفع إلى الشعور بالضيق بسبب الكبت والحرمان.

– ثانيا / على الأسرة أن تتعرف على المتفوق في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبنائها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللمتفوقين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم.

– ثالثا / أن توفّر الأسرة لطفلها الإمكانات والظروف المناسبة له وتعرفه على الأشياء الجديدة في مجالات التفكير والإبداع مع تشجيعه على القراءة والاطلاع.

– رابعا / معاملة الأسرة للطفل المتفوق باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألّا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو تهملها، ومن جهة أخرى يجب عليها ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر.

– خامسا / أن تكون نظرة الأسرة إلى الطفل الموهوب والمتفوق عقلياً نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط دون غيرها، وأن تجعله يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية. وهكذا علينا أن نذكر بأن الموهوب طفل كغيره بحاجة إلى الحب والتقدير وأن نوفر له الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته.

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.