حذار من استخدام لفظ الفشل لوصف نفسك….!!!

لكل كلمة نتحدث بها ظل ودلالة تنعكس على مشاعر وتفكير الفرد وقناعاته. واستخدام كلمة “فشل” أو “فشلت في عملي” أو محاولاتي أمر غير سليم ولا ينبغي أن تكون موجودة في قاموس حديثنا اليوم او ثقافة حياتنا. 
والأدهى من ذلك والامر هو أننا كمربيين وآباء وأمهات ومسؤولين ومدراء نستخدمها فنعزز لدى سامعينا والمختلطين بنا مشاعر سلبية ونولد لديهم قناعات خاطئة وننمي فيهم سمات شخصية غير مرغوبة تؤثر عليهم وعلى مستقبل حياتهم بالرغم من أنها كلمة شائعة ولا نأبه لها. 
والمعلوم أننا لا نجد لفظا شائعا في العربية الفصحى يستخدم هذا المفهوم أو المصطلح ليدل على عدم قدرة في تحقيق المطلوب وإنجاز المرغوب للفرد بالذات بعد بذله لجهوده وحرصه عليه. بل نجد استخدام الفشل في لفظ الجمع مثل” ولا تنازعوا فتفشلوا” لا سيما بين فرقاء ومتنازعين. فالنزاع مثلا بين الفرقاء يؤدي إلى فشلهم وذهاب قوتهم وهذا أمر مقبول ومعروف لأجيال فيه. 
أما عدم قدرتك كفرد على تحقيق ما كنت تتوقعه أو ما تسعى إلى إنجازه أمر عادي وطبيعي، والكل منا يواجهه في حياته، فهي خطوة من خطوات النجاح المستقبلي بما كنت تبحث عن تحقيقه أو قد تحقق خيرا منه. 
إذا تعبيراتنا الفردية بلفظ الفشل يعكس فهما خاطئا، وعلينا الإقلاع عنها كليا وتجنيب أولادنا وموظفينا من توليد قناعات وتعزيز سلوكيات لا تمت للواقع اللغوي والحياتي بصلة. وللأسف شاع استخدام الفشل كوصمة عار للفرد نتيجة لمحاولته الجادة للقيام بمهمة وعدم إنجازها والتي لا تكون نتيجة لتراخي أو جبن أو كسل أو ذهاب قوة وهو المعنى والمدلول للفظ فشل بل المقصود من استخدام اللفظ اليوم هو عدم القدرة على تحقيق الهدف المراد مع بذل الجهد. وعليه فلاعلاقة لهذه الكلمة أو أي تعبير له ارتباط بها بالسياق الذي تستخدم فيه اليوم من قبل الأفراد.
أتمنى أن نسارع ابتداء من اليوم الى الإقلاع عن استخدام لفظ الفشل أو أحد مشتقاته ونحرص على عدم استخدامه بالمعنى الشائع اليوم وتجنيب سوء استخدام اللفظ من قبل من يخالطنا. علينا أن نحاول أن يتجنب الفرد منا قول فشلت ويقول بدلا عن ذلك مثلا: حاولت ولم أتمكن من تحقيق ما أريده، وساتمسك ببذل الجهد والصبر والسعى مرات أخرى ،وقد أحقق ما أصبو إليه أو أتمكن من تحقيق هدف آخر أفضل، أو أي تعبير آخر دون استخدم هذا المفهوم الخاطئ الذي يسمى الفشل. فلا فشل فردي وإنما هو مفهوم يصف حالة لمجموعة من الأفراد المتنازعين. فالتصور الخاطئ ينتج عنه سلوك خاطئ.
والآثار النفسية والوجدانية والسلوكية لما نعبر عنها في هذه الحالة وخيمة فلنحسن المنطق واستخدام اللغة بطريقة صحيحة لينعكس أثرها على نفسياتنا ووجداننا وقناعاتنا وسلوكنا فنرتاح ونسعد . فاستخدام الالفاظ واللغة السليمة تساعدنا على التفكير القويم والإشارة إلى معاني ومدلولات يظهر أثرها على حياتنا اليومية.

أ.د.داود عبدالملك الحدابي

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.