هي حاجة .. نحن بحاجة لها

كثيراً ما يدور الحديث عن خياراتنا والقدر ،وهل الإنسان مخير أم هناك أشياء هي التي تحرك وتسيطر على خياراتنا ؟

ويأخذ الحوار اتجاهات مختلفة وفي النهاية لا نصل إلى نهاية واحدة … وهناك أتسأل

كيف يجرؤ قائد جيش على إحراق كل سفنه حتى أنه لا يترك لجيشه فرصة الانسحاب هل هو قرار متسرع أم سداد رأي !!!

وإذا كانت فكرة عبقرية فلماذا لا نطبقها ؟!!

كثيرا ما نتردد عند اختيار قرار وكثيراً ما نعجز عن اختيار الأنسب لأننا لسنا مغامرين ونكره المغامرة ودائماً نختار أسهل وأقرب الطرق للوصول إلى أهدافنا وعندما نكتشف أن الطريق طويل وغير واضح الأبعاد …نؤجل الموضوع وقد نطرد الفكرة من قاموسنا ,دائماَ نريد طريقاً مفروشاً ببساط أحمر للسير عليه ،علماً بأننا نعلم أن تحقيق النجاح يحتاج إلى صبر ومعاناة وجهد !!!

هل نحن جبناء ؟

أم نحن عاجزون ؟

لماذا لا نستطيع تحقيق أحلامنا ؟

لماذا لا نرسم أهدافاً تترك بصمة لأبنائنا ويذكرنا بها التاريخ ؟

لماذا نأتي للحياة ونخرج منها بخفي حُنين لماذا نضيع الفرص المتاحة ؟

ونضيع أثمن شيء وهو أعمارنا ؟

والإجابة بسيطة ,, وهي أننا لا نطبق قاعدة إحراق السفن أو فكرة قطع خط العودة أو بتعبير آخر عدم الرجوع لنقطة الصفر .

الرد المناسب على الفشل هو النجاح الكاسح ، والتعامل الأمثل مع الإخفاق يكون بتكرار التجربة ، وإعادة الكرة ، ودراسة أساليب الإخفاق للتغلب عليه .
كثيرا من الناس أقعدتهم التجارب الفاشلة ، ونالوا حظهم من الإخفاق فأغلقوا باب التجربة والعمل والإقدام سواءً في حياتهم العملية أو العلمية ، وهؤلاء ـــ لا غير ـــ هم الفاشلون أو الضعيفين ، مع أن منهم من كان قريباً جداً من النجاح حينما قرر التوقف والاستسلام للفشل !!

نعم …. كثيراً من البشر يتوقفون ليتجنبوا مرارة الفشل ولا يدركون كم كانوا قريبين لو تسلحوا بالصبر والعزيمة من النجاح والتفوق , النجاح واتخاذ القرار وأقصد بالقرارات المصيرية تحتاج منا إلى خطوة ووثبة عالية وقوة وهمة  .

 

فمشكلتنا الرئيسية هي ” محطة الفاشلين ” التي نعشقها ونقف فيها دائماً والتي تعود بنا دائماً إلى الوراء إلى مفترق الطريق حيث نقف وقفة المتفرج على الذين بصنعون الحياة .

كان المجاهدون يربطون أرجلهم لإلغاء فكرة الهروب من المعركة فالفكرة هي قتال حتى الموت .

إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا ، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة ،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر ….

ما يهمني هنا ليس الرباط والأرجل والموت بقدر ما يهمني الإصرار لتحقيق الهدف وإن كان الوصول إليه يبعثر الجسد!!

لماذا لا نتعلم من هؤلاء السير نحو الهدف في خط مستقيم دون تردد علماً بأن أهدافنا صغيرة واهتماماتنا تافهة مقارنة مع أهداف الاستشهاد .

تمر الدقائق والأيام والسنون ونحن عاجزون عن الحركة ،عاجزون عن تحقيق ذاك الحلم ،ونعرف أن العمر قارب على الانتهاء .

لا فرق بيننا وبين الأموات … لا نجرؤ على ركوب الأمواج ونخاف التغيير ولا نجرؤ حتى سؤال أنفسنا أين نحن من هذا العالم ؟

ولكن للتنبيه على شيء … نحن سائرون نحو الفناء شئنا أم أبينا ولا خيار لنا …ولسنا نحن من يقرر متى وأين وكيف سنموت ولكن لدينا خيار واحد وهو الملفات ومحتوياتها  التي ستسافر معنا إلى العالم الآخر [ أعمالنا ] . ومشيئة الله هي التي ستحدد المكان الذي سنرحل إليه .

 

أسأل الله أن يجعلنا من أصحاب اليمين …

لنتخذ القرار الآن

 

 

الشهقة الأخيرة :

 

دائماً هُناك طَرقٌ تأخُذنا للأمل 
وأَخرى للتفاؤل , واتجاهاتٌ كثيرة لليأسِ والإحباط و حتى البؤس !
قد تُشغلنا قسوة الحياة عن الالتفات لأفضلها والتمعن فيها :”

لكن لا يزال الاختيار بيدك ُفاسلك طريقك

 المصدر :https://alrowadnews.com/main/

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.