مبدأ أساسي في عملية التعليم والتعلم

توجد العديد من المبادئ الأساسية لعملية التعليم والتعلم، وهي مسطرة في بطون الكتب وقد أشبعها الباحثون دراسة واستقصاء، ولكن مع ذلك هناك ملاحظتان يمكن الحديث عنها حول هذا الموضوع. الملاحظة الأولى أننا لا نركز على أهم المبادئ أو القواعد ذات الأثر الكبير في عملية التعلم والتعليم، والأمر الثاني أننا نركز على الكتابة والبحث والحديث، ولكننا عندما ننتقل إلى تطبيق ذلك يقل الأمر إلى حد كبير، وهذا أمر في غاية الخطورة، ويمكن تفسير واقعنا في ضوء ذلك إلى حد كبير. 
أما القاعدة أو المبدأ الذي أحب أن أتحدث عنه والذي لم يعط الأولوية من قبل القائمين على العملية التعليمية سواء في البحث أو التطبيق هو دور المعلم في تحبيب وتزيين العلم والتعلم للطلبة وتنفيرهم وتكريههم من القعود عن التعلم والجهل والآثار المترتبة عن عدم الرغبة في التعلم. المبدأ يقوم على الحب والكره معا في وقت واحد . فلا نقتصر كمعلمين على التحفيز والتشجيع والتحبيب والتزيين فيما يتعلمون، بل علينا دورا مكملا وهو أن نكره الطلبة من عدم متابعة التعلم والتحصيل العلمي. 
ومؤشر ذلك هو: كم من الطلبة يحرصون على التعليم ويتسابقون في الذهاب إلى المدرسة ويجدون ما يمتعهم في المدرسة؟ ويجدون صعوبة في العودة إلى منازلهم نتيجة لحب التعلم وشوقهم للبقاء وشغفهم للاستفادة؟. إذا عرفنا ذلك سنعلم إلى أي حد نحن نقوم بتطبيق هذا المبدأ في تعليمنا لطلبتنا.
هذه الثنائية في تطبيق المبدأ أمر في غاية الأهمية لنجاح وفاعلية العملية التعليمية. لأن الطالب إذا أحب التعلم ووجد فيه ضالته واستمتع بما يقوم به نكون قد خطونا الخطوة الأساسية في رحلة التعلم الطويلة والمثيرة والمثمرة. 
علينا محاسبة أنفسنا وتقويم أعمالنا للتأكد من تطبيق هذا المبدأ. فكمال العملية التعليمية هي بحب كل ما يتصل بالتعلم ومتعة الانغماس فيها والشوق الدائم للاستفادة والشغف في عملية التحصيل بالإضافة إلى كره كل ما يتصل بموانع عملية التعلم والآثار والنتائج المترتبة على عدم التعلم أو التقصير فيها. 
فهل أدرك المعلمون والآباء ومؤسسات التعليم الرسمية وغير الرسمية دور هذا المبدأ في عملية التعلم وهل قاموا بواجبهم في تحبيب وتزيين التعليم وبيئته، وتنفير الطلبة من كل سلبيات الجهل والتقصير في عملية التعلم؟!.
لقد نسينا الخطوة الأولى في عملية التعليم والتعلم فتهنا كثيرا وخسرنا الكثير.
خسرنا أنفسنا وأبنائنا ومستقبل أمتنا.

علينا أن نؤهل أنفسنا للقيام بتطبيق هذا المبدأ لنضمن عملية التعلم وتأثير نتائجها مستقبلا على الفرد والمجتمع والإنسانية.

أ.د.داود عبدالملك الحدابي

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.