كيف نرى الموهبة ؟

 وفي كثير من الأحيان فإن عقد المشابهات توضح الأمور أكثر من الشروح المفصلة ، وفيما يلي مجموعة من المشابهات نأمل أن تلقي بعض الضوء على مفهوم الموهبة:
 

(1) حجم الحذاء

        هب أن ( موهوبا ) وقف بباب دكان بيع الأحذية ( المدرسة ) ، ولا يوجد في الدكان إلا أحذية نمرة 38 ( المنهاج ) ، والموهوب يلبس أحذية نمرة 42 .
رحب به صاحب الدكان ( المعلم ) قائلا : هل تلبس أحذية نمرة 38 ؟ 
فقال له الموهوب : أنا ألبس أحذية نمرة 42 ، هل عندك أحذية نمرة 42 ؟

فقال له صاحب الدكان : جرِّب هذا الحذاء !

فقال له الموهوب : لاأستطيع أن ألبسه !

فقال له صاحب الدكان : ما المشكلة في الحذاء ؟!

فقال له الموهوب : لا مشكلة في الحذاء ، إنه حذاء جميل ، ولكنه لا يطابق " مقاسي "!

فقال له صاحب الدكان : جرِّب الآن بعد وضع هذا الرباط الجميل للحذاء ( مادة إثرائية) 

فقال له الموهوب : أرى أن النمرة قد أصبحت 39 ، ولم تصل إلى 41 !

فقال له صاحب الدكان : ما المشكلة في قدمك ؟!

فقال له الموهوب : لا مشكلة في قدمي ، إن قدمي جميل ، ولكن حذاءك لا يطابق " مقاسي " !  ثم هب أنني ضغطت قدمي في الحذاء ! كيف سأمشي به ّ؟ وكم سأمشي به ؟!

إن الحذاء الجميل لا يناسب القدم الجميل إلا إذا تطابقا في " المقاس " !

* ترجمة بتصــرف 

(2) سباق الماراثون

          انظر إلى سباق الماراثون ! كم إنسانا يشارك فيه ؟ آلاف ! وهذه الآلاف لكل واحد منها بارقة أمل بأنه سيفوز ، ولكن الذين يفوزون حقيقة هم من 8 إلى 15 شخصا علىأقصى تقدير ، فماذا سيكون الحال بالنسبة للالآف التي لم تفز ؟! وماذا سيكسبون من كونهم جزءا من هذه المغامرة الميئوس منها ؟!
إن القيمة والفائدة لهم هو كونهم جزءا من العملية ، وجزءا من الحدث
 حيث إن كل واحد/ة قد تنافس مع نفسه فكسب الثقة بالنفس ، والقدرة على المنافسة من خلال التدريب .
إن سرعة الفائزين ونجاحهم لا تقلل بأي حال من الأحوال من إنجازات المتسابقين الآخرين.

أليس جديرا بالتقدير نجاح الفائزين ؟ بالتأكيد ! إنهم يستحقون إعجابنا وهتافنا ، فالإنجاز الكبير دائما ما يكون ثمرة العمل الجاد والتفاني المدعوم بالموهبة . وبتكريم الموهبة والنبوع ينتعش المجتمع بأسره !

(3) كرة السلة

          تخيل أن طالبا في المرحلة الإعدادية يلعب كرة السلة في فريق المدرسة ،وهذا الطالب هو نجم الفريق لأنه هو الأطول قامة ، وهو على درجة معقولة من الذكاء ،وهو يعشق هذه اللعبة ويستمتع بها .
خذ يتراجع في مستواه لكثرة الثناء والمديح الذي كان يتلقاه من الجمهور والزملاء ، انتبه المدرب إلى هذا الوضع ، أخذ هذا الطالب إلى النادي ليتدرب مع الفريق هناك حيث اللاعبين الأكبر منه سنا ، والأطول منه قامة ، والأكثر منه خبرة ،أحس بالضيق لأنه لم يعد نجم الملعب ! فكانت صدمة لثقته بنفسه ولغروره ، ولكنه تعلم من التجربه .

احذر من الطفل الذي يعتز بنفسه من خلال إنجازات يحصل عليها بسهولة .

ترجمة * / محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي  - الوكالة / غزة

 

اکتب تعليق جديد

Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.